من وراء فاجعة فرنسا المروعة؟




لا أنسى أبداً أن الاعلام الفرنسي مع الاعلام الغربي عامة هو أول من أطلق عبارة الربيع العربي على الدماء التي سالت في مصر وليبيا وسوريا والبحرين، لا ننسى ذلك، والآن ماذا سيسمي هذا الاعلام ذاته الدماء المروعة التي سالت في فرنسا هذا الاسبوع؟ الاعلام الفرنسي والغربي عموماً أسرعوا بتصديق حبكتهم ضد العالم العربي بأنه تغيير وثورات وشباب يتوق للحرية ومن هذا الكلام، وبعد كل هذه السنوات وكل الدمار والخراب الذي عم العالم العربي هل وصل الغرب لقناعة بأن ما جري في فرنسا من ارهاب هو تكملة مخيفة جداً ونسخة من الارهاب الذي أشاعه الولي الفقيه في البحرين وهو نسخة ان اختلفت الطابع الديني لها لكنها تصب فيما يفعله التشدد والتعصب الطائفي والديني ولا فرق في قتل الابرياء في البحرين وقتل الابرياء في فرنسا رغم اختلاف اللون.
 سحابات قادمة وربما دماء تتواصل وتوقعات بانفجارات مرعبة قد تعم العالم بأسره وكلها بسبب الغباء الغربي الذي ظن بأن تدمير الأنظمة العربية المستقرة سوف يجلب السعادة للشعوب الغربية التي ستستفيد من الثروات العربية التي ستسيطر عليها، ظن الغرب وعلى رأسه أمريكا ورئيسها المفتون بالثورات العربية ان دمار الدول العربية سوف يزيد ثراء الغرب، حتى الآن دفع الغرب فاتورة هذا الظن الأحمق ومرشح لدفع المزيد لو ظل يسير بنفس الاعتقاد، وهناك مؤشرات كافية تدل على أنه يسير في هذا الاتجاه بدليل استمرار هذا الغرب يماطل في تسليح الجيش الليبي الفقير والمهلهل ليواجه عصابات التطرف وفرق الموت الليبية التي ما زال المبعوث الفرنسي ذاته في ليبيا يسمي هذه العصابات بالفعاليات السياسية ولا يتوانى عن دعوتها للحوار مع بقايا الدولة الليبية التي تحاول جاهدة استرجاع صورة الدولة.
 لقد تعب الجسد العربي وهو يواجه المؤامرات الغربية عليه حتى تفكك وانتشرت شظاياه على شكل داعش والحشد الشعبي في العراق والقاعدة والنصرة وغيرها من كتائب الموت المنتشرة اليوم نتيجة تفكك النظام العربي، وهو المشروع الذي رعته امريكا والغرب عموماً، لن نشمت في الضحايا محال ذلك، ولن نحاسب الغرب على غبائه وهو يقع في ذات الفخ الذي نصبه لنا، ذلك غير انساني وغير حضاري رغم تعامل هذا الغرب نفسه معنا من غير انسانية، فعندما يسمى استشهاد رجال الأمن عندنا سياسة وتعبير عن مطالب فهو هنا يقع في ذات الفخ الذي نصبه، لن تشمت معاذ ذلك، ونقول ليشرب من نفس الكأس ولكن عليه أن يتغير ويدرك ويتراجع ويعترف بحمقه، هل يفعل ذلك بعد هذا الدم البريء الذي سال على أرض فرنسا؟

لقد سالت دماء عربية برئيه توازي نهراً منذ تفتق المشروع الغربي عما زعمه بالربيع العربي، فهل ما يجري اليوم على الساحة الغربية من نتائج هذا الدمار هو الربيع الغربي تصوروا الوحشية التي سيتهمنا الغرب بها لو اطلقنا على ما جري عندهم بالربيع الأوروبي؟وهو يواكب ربيع الدم عندنا  وضحكوا علينا حينما أسموه ربيع العرب وهو الاسم الغريب الآتي من الغموض ، فلابد من إدارة اللعبة من جديد ولا بد من تغيير الاسم فقد أكتفينا من الدم ولم نشهد بعد الأزهار.

Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!