من رواية “حرب البنفسج” تصدر قريباً عن دار الفارابي احمد جمعة حل الربيع وتبعه الصيف، تساقطت أوراق الأشجار تحت وطأة شمس لم يعرف مثلها من قبل، حتى شجرة الكافور الهائلة هزلت أوراقها وكأنها بلغت نهاية عمرها الذي تجاوز حساب كل من عاش تحت سقف الدار، ترافق ذلك مع أنباء مرض الشيخ سليمان الذي لم يُسمح لأحد منذ شهور بلقائه أو حتى بلوغ قصره وقد سرت شائعات عن خرف الرجل وقيام أبنائه وأحفاده بحجبه عن الظهور أمام الآخرين. شرع مؤيد في إعداد القصر لاستقبال مولودهما الأول إذ لم ترزق فرخندة من الشيخ دعيج بمولود باستثناء محاولة في سنتها الأولى حين لم يكتمل لحمل وطرحته في شهرها الثاني. تلاحقت الأحداث خلال موسم الصيف الساخن واضطر السكان المخذولون بوطأة الحر لهجر مساكنهم والالتحاق بسواحل البحر للتلطيف من وهج الحرارة ونزق الرطوبة السمجة التي لا تطاق. تزامن ذلك مع امتداد شهور الحمل لأكثر من المعتاد، وكان ذلك بمثابة سحر خفي إذا تواردت الفصول وما زال الحمل ينمو بداخل فرخندة التي اعتبرت ذلك خارج الطبيعة، أثار هذا الأمر سكان القصر وأصابهم بالذهول، ولم يجدوا له تفسيراً سوى السحر. **** قضى الرئي...