من رواية”يسرا البريطانية”
فصل من رواية “يسرا البريطانية” لأحمد جمعة – القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب بدورتها الحادية عشرة… حط طائر صغير، بنافذتها عند تلك الصبيحة الرتيبة إثر ليلة ماطرة اشتد على إثرها البرد، لَوَن الأفق، شطر السماء لقطعتين من السحب أخذت الأولى شكل لسان نهر التيمز باللون الرصاصي القاتم، والقطعة الأخرى، شكل ورقة العنب المصفحة باللون الرصاصي المائل للسواد، ولأن الليل ما زال يطبع الوقت بصداه رغم بزوغ الفجر، فقد أيقظها صوت الطائر الشرشور، وذكرها بصوت الحسون الوردي الذي سافر معها من حافة سماء الزبير لأطراف برج الحمام بحلب، خيل إليها أنه يحمل رسالة من جبار الشريف” ماذا يريد أن يوصل إلي هذا الحسون في هذا الوقت المبكر من الفجر؟” تساءلت وهي تهم بترك النافذة التي يتسلل من أطرافها برد “كينغستون” لاحقها الكسل والبرد والشعور بالخمول، ودت لو يكون اليوم إجازتها لتبقى في الفراش تتأمل هذا الطائر الوحيد الضال وهو من فصيلة “الفينش” الانكليزي ( finch ) الشرشور بلونه البني القاتم، فيما مال لون ظهره للبني الفاتح وبرز صدره باللون البني الفاتح، أما أسفل بطنه الصغير المدبب فقد اكتسى باللون الكستنائي، ...