إعصار عُمان .. ورد بالحرف والتفاصيل في رواية “حرب البنفسج” مقطع من رواية “حرب البنفسج” من صور بعُمان المبعوث كانت ظهيرة يوم جمعة وصفها البعض من سكان المدينة بأنها جمعة مباركة رغم أن السماء الساخطة سفكت فيها عنفوانها وهديرها بلا كلل من أمطارٍ غزيرةٍ رمادية اللون متواصلة بلا إعياء، عطلت فيه المرفأ بأطرافه الخشبية والحجرية وأغرقت معظم أجزائه بحممٍ من مياهٍ بدت قطراتها أكبر حجماً من المعتاد، كأنها حجارة تركت ندوباً على الممتلكات وأصابت رؤوس البشر بشظاياها، كل شبر من صور غرق مع حلول المساء حتى بدت المدينة أشبه بمركبٍ يسبح في محيطٍ هائجٍ، كان ذلك إيذاناً بشتاءٍ زمهريرٍ، توقفت معه كل مشاريع وخطط سفن ومراكب صور في الإبحار، وتعطلت رحلات الصيد والتجارة بين الولايات. وحدها حملة سليمان السليط ذئب البحر المرتقبة، ظل الحديث عن تحضيراتها متردداً في الأرجاء، كانت الاستعدادات للإبحار على قدمٍ وساق رغم هذه السيول التي اجتاحت المنطقة، ثمة إعلان تردد عن اجتماعات عُقِدت بين سليمان السليط والرئيس داود لنج لم يتسرب عنها شيءٌ للعامة، سلط جنود الحامية الملكية البريطانية جواسيسهم في أرجاء الساحل العما...