أنا والبحر وراديو الترانزستور [ مقطع من مذكرات تصدر لاحقاً] كان البحر معلمي الأول، لا يبخل علي كلما احتجته.. يفتح لي الدروب والأبواب الموصدة.. وينصب عبرها مصابيح النور ويكسر الظلام لأبد السير بأريحية وثقة متناهية، من أين جاء البحر وكيف بدأ كل هذا العشق؟ كيف تلبسني بهذا القدر؟ كان الخال رحمه الله علي الديك ويلقب من البحارة والسكان وكل من يعرفه ب: (بوعلوة) أحد اشهر البحارة في ساحل المحرق هو وسلمان الديك، حيث بدأت حياتهما من البحر ورحلا عنه، من البحر والى البحر. في سنوات عمري الأولى وقبل بلوغي الخامسة من عمري كان الخال يأخذني معه من البداية في الرحلات البحرية القصيرة ليوم واحد وعادة ما كانت هذه الرحلات عبارة عن نزهة بحرية تأخذ السفينة عدد من الأجانب (الانكليز) مع نسائهم الى رحلة ليوم للغوص والصيد والسباحة وكانت المناطق لا تتجاوز المركب "الطبعان" وهو قريب من مياه ميناء سلمان اليوم اذ لم يصل وقتها العمران الى هذا الحد، فكان البحر يبدو بعيداً وعميقاً، راح تدريجياً يأخذني للرحلات الطويلة التي تمتد عادة ثلاث لياليٍ ونبحر فيها الى مناطق قريبة من قطر ومن الفشوت،...