من هي يسرا البريطانية? سؤال طرح علي من بين الكثير من القراء، حتى بعد قراءة الرواية وبعد مرورهم على التفاصيل تعبر يسرا جبار الشريف في رواية “يسرا البريطانية” بين صفائح الغيوم المهيمنة على مدينة الزبير بين طفولة عبثية مهددة النسيان، وبين مراهقة خارج زمن الجسد والعشق، تعبر العمر متطلعة لسماء رمادية محروقة بفعل قنابل الحلفاء التي ملئت سماء البصرة ومدن العراق بالفسفور الضوئي الهابط بلونه الرصاصي ليصب حممه على البشر والزرع والحجر، من كتلة الرعب هذه خرجت يسرا القرمزي تائهة لمدن العالم بحثاً عن رقم تستجير به لتجعله وطنها الجديد، من الزبير لسوريا للبحرين لدبي ثم لندن تستوطنها وتأخذ جنسيتها البريطانية لترحل لتهرب الى اربيل كردستان العراق، ثم ماذا؟ وأين؟ قصة المرأة التي تكبر ولا تشيخ وتحلم وتكتشف الكوابيس، تجمع الملايين تقع في شبكة الارهابيين، تذهب اليهم سيراً على الأقدام وهناك تواجه حكم الإعدام، لا تنفع الملايين ولا يحميها الجسد الذي طالما تبرعت به ليكون جسراً للعالم الأرقى، لكنه يخذلها عندما تقترب من مشنقة الإعدام، بين المخابرات البريطانية وبين البحث عنها في البحرين ودبي وأربيل حكاية ...