باختصار ذابت كرة الثلج احمد جمعة ما أشبه الليلةَ بالبارحة، وما أشبه الإصلاح بالانقلاب، هذا هو عنوان هذا الفصل المحير حقاً من السيرة الذاتية للذاكرة السياسية، وهو بذات اللحظة ينطبق عنواناً جسوراً بدون مونتاجاً للمرحلة القادمة بعد الإعلان عن ميثاق العمل الوطني وبدء رحلة العذاب العلنية في العمل السياسي المفرط في الرومانسية، والذي سرعان ما انفرط عقده وتحول إلى إثارة ورعب، ثم انزلق بعجرفة ثواره الحالمين في بياتٍ شتوي ناهز العشر سنواتٍ إذا ما أخذنا بربط التفاصيل بعضها بعضاً من بداية المشروع الإصلاحي حتى المشروع التخريبي ثم الانقلابي حتى بلغنا النتيجة السريالية التي أدت إلى محنة الدوار في 14 فبراير 2011 ، ولأبد من العودة للبداية لتركيب قطع الدومينو التي بدأت بقطعة خربة تلتها بقية القطع التي تهرأت ثم انساقت في التساقط وكشفت عن هول الخيال الواسع الذي عاش فيه ثوار القرون الوسطى وهم يحصدون ثمار ثورة فردوسهم عنباً مراً لا يمكن بيعه ولا أكله ولا عصره نبيذاً إلى أن أضحى في خاتمة فيلمهم الرومانسي سماً صرع كل من تجرعه. من الإصلاح إلى الانقلاب . بدأت المرحلة السياسية الطارئة الجديدة ...