لديمقراطية الفوضوية


الديمقراطية الفوضوية

احمد جمعة

الديمقراطية شيء والتحريض شيء أخر، الحرية شيء والشحن شيء مختلف، ومن دون الدخول في انتقاد هذا الطرف او ذاك من المتباكين على حرية التعبير، نحيلهم الى تجارب الشعوب العربية الأخرى التي أهدرت فرصتها في التكيف مع الحرية وفي سوء فهمها للديمقراطية ففقدت بوصلتها وأحرقت ديارها عندما تركت للقنوات التلفزيونية الخاصة والمواقع الالكترونية والصحافة غير المسئولة ان تمارس الحرية على الطريقة الفوضوية.           
كما قلت الحرية تختلف عن الانفلات  الشاحن للعواطف والذي يشبه البطارية التي تشحن بها الاجهزة ، وفي مسائل الأوطان والمصائر تعتبر الحرية التي يتحدث عنها الفوضويون هي الحرية التي رأيناها في بعض المواقع البحرينية والتي تجاوز الأمر فيها حدود العقل والواقعية حين ذهبت تلك المواقع الى الحد الذي القت فيه الحدود بين حرية التعبير وخيار التدمير حين استغل هؤلاء هذه المنابر الالكترونية مع منابر المساجد وهي جميها منابر خطيرة وحساسة ولابد للدولة ان تكون حاسمة في استخدام القانون لمنع انتشار الفوضى .              
 ان أي دولة في العالم تحترم قوانينها التي تضعها لا يمكن ان تمر بما مررنا به خلال الشهور الأخيرة ومنذ بداية السنة الحالية، وما حدث في هذه الفترة ليس لكون الدولة تجاهلت تطبيق القوانين خلال هذه الفترة بل هو ثمرة تجاهل تطبيق القوانين خلال السنوات الماضية وخاصة خلال فترة الديمقراطية التي يعتقد البعض ان الديمقراطية تعني تجاهل تطبيق  القوانين وان الديمقراطية يجب ان تكون رخوة وان الديمقراطية تسمح لفرد واحد بجر البلد الى تمزيق وحدته الوطنية وان الديمقراطية هي رمي رجال الشرطة بالحجارة والقنابل الحارقة ودهسهم ليكون ذلك دليلاً على ان المجتمع ديمقراطي.



Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!

?What is the story of the British yusra