الجميع يريدون والقلة يحصلون!




الجميع يريدون والقلة يحصلون!
احمد جمعة

السياسة  هي اللعبة التي  أدت حتى الآن لخسارتنا الكبيرة في الحياة العامة وقللت من نسبة السعادة لدى الكثيرين باعتبارها مقترنة بالتوتر والاضطراب وانعدام  الرؤية التي شلت الحياة من حولنا وجعلتنا نرى الأمور جميعها بمنظور سياسي سلبي لدرجة ان السياسيين اليوم في البحرين اذا ارادوا ان يكون لهم شأن وصولة وجولة  ما عليهم الا ان يكونوا نشطاء  سياسيين  حتى ان البعض على استعداد للعمل على حذف الاقتصاد والثقافة والفنون والسياحة والحضارة من قاموس العمل والاكتفاء بالسياسة التي هي وحدها الجسر الذي يوصل الى الفوضى وفي خضم الفوضى يشتهر المرء وينطلق صيته ويصبح من المؤثرين في الحياة العامة وقد توصل رجال الدين أو بعض منهم الى هذه القناعة منذ بدء العمل بالمشروع الاصلاحي فانتقلوا من ساحة  الوعظ والارشاد الى ساحة النشاط  السياسي وهذا ما فتح لهم الباب للوصول الى المجالس البلدية والبرلمان والى المناصب العامة في الدولة  من بوابة السياسة والدين والدليل اليوم على هذه الظاهرة الواقعية هي ان البرلمان الحالي يتشكل في غالبيته من رجال الدين الذين دخلوه من البوابة السياسية .. هل في ذلك بعد ما يشكك من أن السياسة هي اللعبة التي من خلالها تفتح أبواب الجنة الجميع باستثناء ألئك الذين لم يعرفوا كيف يلعبونها بالطريقة البحرينية .                                                                                 
من هنا عندما نقول ان البحرين خسرت كثيراً  من لعبة السياسة التي فرضت نفسها على حساب الاقتصاد والثقافة والحضارة سوف تدفع بنا لمزيد من الخسائر خلال السنوات القادمة  اذا لم نتراجع او نفكر بعقلانية واذا ما فرضت علينا المصالح الخاصة والأنانية سياستها في الساحة السياسية التي  تموج اليوم بكل الوان البضائع فمن مبادرات الى اقتراحات الى رغبات  الى شروط وأفكار ومرئيات وفي النهاية جميعها تصب في خدمة اصحابها الذين قدموا كل هذا الكم من الافكار والرغبات لأجل ان يبرزوا هم.. والعنوان الرئيسي في ذلك هو خدمة الوطن .. على غرار كلنا فداء الوطن.                                                   
                                                                            
حينما اشدد على ان لعبة السياسة لعبة خاسرة لا أعني ان لا نمارس السياسة والا نبتعد عن السياسة فذلك أشبه بالمستحيلات السبعة ، فلا وجود في عالم اليوم الى ما ليس له علاقة بالسياسة حتى الماء والهواء من حولنا هو السياسة ولكن الفرق في الممارسة والعمل والنتائج.                                                          
السياسة هي لعبة صنع الرفاهية والسياسة في قاموس الدول الحضارية والعقلانية هي فن صناعة الرخاء باسلوب المنافسة بينما مختلف الفعاليات التي تتسابق على تقديم برامجها الاقتصادية والصحية والثقافية ولكنها هي عبارة عن سباق من يكسب أكثر ومن يكسر أكثر ومن يحطم الاخر اكثر ومن يعزل الاخرين ويتسيد هو حاشيته ومن يخرج من المولد بكل الوان الاكل وليس فقط بالحمص.                  كما قلت في البداية واختم في النهاية مجتمعنا خسر حتى الآن الكثير ومرشح للخسارة أكثر مما نتصور ان تسيدت السياسة علينا بأكثر مما يحتمل هذا الوطن الصغير الذي لم يعد يلبي متطلبات وطلبات الجميع فالكل تقريباً لديه حاجة ومطلب وبصراحة السنة يريدون الشيعة يريدون والتجار يريدون والسياسيون يريدون يريدون وتقريباً الجميع يريدون فهل يكفي ما في هذا الوطن ما يلبي كل هذه الطلبات؟                                                                                   
 

Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!