كفانا طبخات سرية وراء الستار
نقطة أول السطر
كفانا طبخات سرية وراء الستار
احمد جمعة
الاحد- البلاد
قالها خادم الحرمين الشريفين حفظه
الله ورعاه " لقد تأخرتم في المجيء" وقد ستر الله وحفظ البحرين من مكر
الانقلاب وأنقذها بفضل الله والمخلصين، ولا نريد أن نكرر التأخير مرة أخرى، ولا
نريد أن نجري وراء الطبخات السرية ولا نريد حوارات لا وراء الستار ولا أمام الستار
ما دام الإرهاب يضرب بلدنا، نريد وقفة حاسمة من الجميع يداً واحدة وقلباً واحداً
ومن يخرج عن السرب نفضحه ونكشفه.
إن الدولة القوية الموحدة التي تقف
وراء خط واحد محدد ومتماسك في وجه القوى الخارجية ستجد معها الشعب بأسره ومعها أيضاً
دول مجلس التعاون وفي مقدمتها الأشقاء في المملكة العربية السعودية الذين لا
يتوانون للحظة عن نجدة البحرين كما فعلوا
دائماً بل انهم في بعض المواقف يأخذون على
البحرين تأخرها وترددها وليس خافياً علي الجميع القول المأثور لخادم الحرمين
الشريفين الملك عبدالله حفظه الله ونصره على من عاداه حينما قال لسمو رئيس وزراءنا
الموقر حفظه الله في موقف تاريخي يشهد له
العالم" لقد تأخرتم فغي المجيء كنا ننتظركم"
نعم تأخرنا وكثيراً ما تأخرنا وسبب كل
كوارثنا، والحمدلله تجاوزناها كانت بسبب تأخرنا ونأمل منذ الآن ألا نتأخر بعد ذلك،
ومن هنا لابد ان تقف الدولة وقفة رجل واحد وقرار واحد ويد واحدة وقلب واحد وسوف
يقف معها العالم كله، شرط أن تكون تلك الوقفة في الحق وفي الصلابة والقوة وليس في
الخوف والتردد والمساومة وتقبل الإهانات والتراخي تجاه الخارجين على القانون
ومغازلتهم أو محاورتهم في وقت يزرعون فيه البلاد بالإرهاب، وقفة الدولة وراء استراتيجة
واضحة ومبدئية وحاسمة شرط لتجاوز اللعبة التي تدار ضدنا، ووقوف الدولة وراء مبدأ
واحد وقفة رجل واحد بصوت واحد هو شرط الانتصار على الطبخات الداخلية والخارجية
وهنا أوجه كلامي لبعض المسئولين.. عليهم أن يسيروا وراء الخط الذي بدأ منذ لحظة
طرد الدبلوماسي الأمريكي الدمر الذي جاء متحدياً بقصد فرض شروطه على الدولة بل
وتجاوز الدولة والعمل من وراءها، لهذا لابد من أن يكون القرار الذي اتخذ معه يمثل
ستراتيجية ثابتة، لا نريد أن يكون قرارا مؤقتاً ولمرة واحدة وفي مناسبة واحدة
عابرة، نريدها استراتيجية قوية واثقة من نفسها ومن شعبها ومن كل الأصدقاء في
العالم لدعمها في الحق.
ولكي تكون تلك الاستراتيجية لها
مفعولها لابد لكافة المسئولين في الدولة أن يتحدثوا بلسان واحد وضمن خط واحد
متماسك، لا نريد أن نفاجئ غداً أو بعده بمسئول هنا أو هناك يخرج علينا بتصريح يخرق
كل تلك القوة والزخم الذي حققناه ويفتح الباب للإرهابيين ويمنحهم رسالة مجانية
يفهم منها ان الدولة ضعيفة ومترددة وغير متماسكة، هذا ما يحدث في السابق، فحين
يحرق الإرهابيون ويدمرون ويشيعون الفوضى نفاجئ بصوت هنا او صوت هناك يلمح لحوار أو
للقاءات منفردة او جانبية، هذه السياسة يجب أن تتوقف ويجب أن يطبق القانون بحق كل
الجمعيات والتيارات والقوى الخارجة على القانون وألا نسمع عن حوار أو لقاءات أو
مشاورات أو طبخات هنا هناك تفسد ستراتيجية الدولة في تقوية موقفها وفي فرض إرادتها
وقوانينها كما تفعل كافة الدول الواثقة من نفسها.
ان اخطر ما يهدد أي دولة هو أن تتحدث
عن حوار أو لقاءات أو مشاورات مع من يريد فرض شروطه بالإرهاب وأخطر ما يتهدد مجتمع
من المجتمعات هو وجود مسئولين يفتحون الباب أمام الإرهابيين من خلال تصريحات أو
تنازلات أو مساومات على ثوابت هي من صلب بنيان الدولة وأركانها، فقد رأينا كيف
تعاملت المملكة العربية السعودية طوال الوقت مع الإرهاب وكيف اجتثته من أراضيها
وكيف تفعل مصر اليوم ذلك وكيف يفعل العالم كله ذلك بما فيها حتى الدول الغربية
نفسها التي لا تخجل من ان تدعونا ان نتحاور مع الإرهاب وفي نفس الوقت نراها هي
تجتث الإرهاب بأقسى الوسائل كما فعلت أمريكا بريطانيا وفرنسا وروسيا، هم يريدون
لنا أن نتراخى من أجل مصالحهم بينما هم يواجهون أي تهديد إرهابي بأقسى وأعنف
الوسائل.
Comments
Post a Comment