لماذا طالت الأزمة كل هذا الوقت؟
نقطة أول السطر
لماذا طالت الأزمة
كل هذا الوقت؟
احمد جمعة
الأحد - البلاد
من له مصلحة في استمرار الأزمة
في البحرين والمد من عمرها؟
لماذا لا يتحرك أحد سواء في
الدولة أو في المجلس الوطني بشقيه النواب والشورى بالقيام بحركة تاريخية مثلما
تفعل البرلمانات العالمية في الأزمات بإعلان يأسها من سياسة استمرار الأزمة.
لماذا لا يتحرك الشعب من
المواطنين الشرفاء والمخلصين في هذا البلد بالإعلان عن سخطهم واتخاذ خطوات عملية
في إنهاء الأزمة ؟
والسؤال الأهم من المستفيد من
هذه الأزمة؟
لماذا أثرى كثيرون منذ بدأ
التخريب والإرهاب وبدأ الثراء في صفوف قادة المخربين ودعاتهم بينما زاد فقر
المضللين من الأطفال والشباب؟ وفي الجانب الآخر لماذا زاد ثراء الوسطاء والمناورين
والمدعين ومن يسوقون أنفسهم على أنهم وسطاء بين القيادة والدولة وبين من يسمون
بالمعارضة وأية معارضة هذه طالما هي طابور خامس لإيران؟
استغرب من وجود برلمان فيه
أشخاص لا يصلحون حتى لبيع الاسمنت والحديد، واستغرب كيف انتخب الناس في هذا البلد
ممثلين لهم وهم يعلمون أن هؤلاء قطاع طرق ولوفريه وأصحاب سوابق؟ كيف راح على
الدولة وعلى أجهزتها الرسمية التحقق عادة في تاريخ من يترشح للبرلمان أن هناك من
هو مطلوب في قضايا وينجح ويصل للبرلمان، هل هذا يليق بالبحرين وتاريخها الحضاري
العريق؟
لماذا استمرت الأزمة وطالت لهذا
الحد؟ لأن الجميع مشغلون بمصالحهم وثرواتهم وأنانيتهم ولم يعد هناك إلا الشرفاء
يتفرجون وهذه أيضاً سلبية منهم.
من يجول اليوم في الساحة سيجد
الجميع مهتمين بالصراع ومن يفوز ومن يخسر ؟ من يحتل المقاعد ومن يخلي المقاعد ؟ من
يذهب ومن يأتي وكأن الجميع في مواجهة مع بعضهم البعض من أجل الانتصار الذي لن يفوز
فيه بالتأكيد أحد سوى الخسارة للجميع وأولهم الوطن والناس والأجيال.
ان نقاشنا وصخبنا
وصراخنا اليوم واحتدام معاركنا بين لهو مؤشر على ان هذا البلد لا يمكنه ان يعيش
طويلاً على هذا الصراع، أما أن يبني نفسه ويغادر كهف الصراعات بين أبنائه ويعمل
الجميع من اجل الغد أو ان يتحول هذا المجتمع الى صومال آخر بيد أبنائه أنفسهم .
لست مثالياً ولست اخطب في مدينة فاضلة ولو تأمل أي منكم الوضع الذي عليه
اليوم الجميع لاكتشفنا أننا نوهم أنفسنا بمعارك لا وجود لها الا مع طواحين الهواء.
نحن لاهون ومنغمسون بشكل همجي
في المظاهرات والمسيرات والندوات السياسية منذ عام ألفين والجمعيات السياسية
والصحف والاقلام والمنشورات والاهتمامات كلها منصبة على الشعارات، ومن الغريب ان
رجال الدين والسياسيين والنواب والخطباء الذين يحرضون الناس على الثورات والانقلابات أو يزعمون الوساطات ويتغذون على
المناورات والسفرات السياحية وغيرها لن يوقفوا الأزمة ولن يسهموا في حلها بل هم
يطيلون من أمدها ولهذا استمرت الأزمة حتى الآن وأبسط مظاهر هذه الأزمة هل شوارعنا
آمنة وهل رجال الأمن آمنون على أنفسهم قبل حماية غيرهم؟
ان استمرار الأزمة نحن صنعناه
ونحن قادرون على تجاوزها مثلما فعلنا في الماضي حينما كنا نملك إرادتنا ولم نخضع
ولم نخشى الضغوط الخارجية ولم نتردد أو نساوم
أو نقبل بوساطات المخادعين الذين وصل بنا الأمر مؤخراً للقبول بهم مع علمنا اليقين
بأنهم يعملون مع عدونا، كيف نقبل بوسيط في قضية كبرى تتعلق بمستقبل الوطن ونحن
نعلم بان هذا الوسيط عميل لعدونا ويتسرب لمواقعنا ويدخل بيوتنا ويعمل من داخل أجهزتنا
الحساسة، هل ننتظر بعد ذلك أن نخرج من أزمتنا؟
قبل نصف قرن من الزمن مرت
البحرين بأزمات كثيرة وفي كل مرة تخرج منها أقوى لأننا كنا نعرف كيف نتعامل مع
أعداءنا أما هذه الأزمة كيف طالت فهي لأننا حشرنا عدونا في دارنا وتخيلنا بأننا
نحل الأزمة معه.. هل يجوز ذلك في قاموس الدول؟
Comments
Post a Comment