حوار وطني أم ارهاب دموي؟

احمد جمعة


حوار وطني أم إرهاب دموي؟ هل يلتقي الاثنان، هل سمعتم أمريكا تحاور القاعدة؟ هل سمعتم موسكو تحاور إرهابي الشيشان؟ هل سمعتم بريطانيا تحاور مفجري القطارات؟ هل هذه النهاية السعيدة للحوار في ظل الشهداء من رجال الأمن الذين هم أصبحوا الأبرياء والعزل فيما دعاة العنف والإرهاب هم المسلحون بالعبوات والمتفجرات القاتلة، هل سمعتم عن قوات أمن منزوعة السلاح وتواجه العبوات الناسفة بمسيلات الدموع؟ نعم سمعنا في البحرين يجري كل هذا.
 لقد قلبت الطاولة وعدنا للمربع الانقلابي؟
أنا شخصياً أخشى ما أخشاه أن يفقد البعض بوصلته لكثرة الحديث عن الحوار فينسى البعض الوطن ويلهوا بما يجرنا له الأمريكان والأوروبيين لنقع في الفخ الذي وقعت فيه دولاً عربية كثيرة كليبيا وتونس واليمن اجروا وراء الدعوات الخارجية وسقطوا في كمين تدويل الوطن عندما تجاهلوا قوانين حماية الأوطان وانجروا وراء لعبة الحوار التي يراد بها إعطاء فرصة للإرهاب كي يستشري ويصبح كالهواء نتنفسه.
 ومن أجل ماذا طرح الحوار وأين يدخل؟ وفي أي مسائل لا علاقة لها بالحوار سينفذ؟ وأنا اعرف الكثيرين بل والغالبية من السياسيين المرتبطين بمفردات لماعة مزخرفة بكلمات براقة بحروف الديمقراطية وحقوق الإنسان والإصلاح والنتيجة تمهيد الطريق للإرهاب، هل نقبل أن نتحاور وتصافح مع الأيدي التي تلوثت بشهداء الواجب؟ أنهم على الطريق يستشهدون دفاعاً عن هذا الوطن ونحن لا نستحي من أن نقول أن خيار الحوار استراتجي، استراتجي بأي مقياس وبأي معيار ؟ هل نعود ونكرر ما قاله ديفيد كاميرون حين تعرضت بلاده لأقل من أسبوع لبضعة أعمال عنف وتخريب في مناطق محصورة من لندن ماذا فعل؟ هل اذكركم؟   
ان الوجه الآخر للحرب النفسية التي تشن على البحرين تأتي من داخل البحرين وليس من خارجها وكلما زاد تقدم البحرين وسرعة تعافيها وخروجها من تداعيات المحنة الدامية في شهري فبراير ومارس من العام 2011 كلما زادت الحملة النفسية المضادة شراسة ومؤخراً بلغ الأمر مرحلة فقدان الأعصاب في التصعيد الإرهابي  الذي يقوده مرشد الإرهاب المحلي، فهذا التصعيد اليومي المنظم والذي أتوقع له أن تزداد وتيرته مع العالم ليثبتوا للعالم بأن الثورة ما زالت مستمرة على طريقة  الثورة الولائية ومن سخريات هذا الزمن الديمقراطي!! ، ومن سخريات القدر معه أن يختفي الوطنيون ويصمتون أو يتوارون خلف الصمت فيما يتوالد الأقزام والمشوهون والطارئون  والمهرولون الى السياسية الطارئة التي لا تنتمي الى عالم السياسة ولا إلى المنطق والواقعية والموضوعية التي يبدو أننا في هذا البلد  قد طلقنا كل ما له علاقة بالعقل.                                     
ما الذي يجري في البحرين اليوم ؟ والى أين أوصلنا المشروع الإصلاحي من الجنون وفقدان البوصلة ؟ وكيف فقد البعض عقله ومنطقه وحتى توازنه النفسي والفكري ان وجد ؟                                                                       
                                 


Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!