قدس حماس أم قدس إسرائيل؟


قدس حماس أم قدس فلسطين لو خيرت عاقل أو مجنون، هل تريد قدس إسرائيل أم قدس حماس، ماذا تتوقع أن يجيبك أي منهما...العاقل والمجنون معًا؟

في اليمن حرب، وفي لبنان فراغ حكومي وأزمة غير مسبوقة، انتهى فيها شكل الدولة العصرية، في غزة ضياع فلسطيني، وفي رام الله متاهة...منذ أنور السادات، لم تعد المسألة الفلسطينية حاضرة في عقل العالم، مهما كثرة مؤتمرات القمة الخاوية، كاريكاتير الجامعة العربية ومعها منظمة المؤتمر الإسلامي المخرومة...وبالطبع الشعوب العربية التي بحاجة كلّ شعب فيها لحريته الخاصة قبل أن يتصدى لحرية فلسطين...

سؤال عقلاني:

كيف تريد تحرير فلسطين وهي في الأصل دولة باسم إسرائيل؟ فرضت وجودها أكثر من وجود أربع وعشرون دولة عربية وأكثر من عددها من الدول الإسلامية، ولا تملك كلّ هذه الدول والشعوب مقومات دولة مثل إسرائيل، بها من المؤسسات والقواعد والأسس الحضارية والعصرية...والصناعية والعلمية والثقافية، ما لا يمكن مقارنته بالدول العربية والإسلامية مجتمعة...

أعرف أن هذا الكلام القاسي لن يعجب العرب والمسلمين، ولكن حين يعترف هؤلاء بهذه الحقيقة ساعتها سوف نستعيد كياننا بين الدول، وحتى لا نعتمد على لسان العرب وطواحين الكتب الصفراء، وألقوا بهم في البحر... حتى البحر لم يعد يسمعنا لأننا بلا وجود على الأرض...ليس هذا جلد للذات قد يرى فيه البعض...لكن جرس الاستيقاظ معطل...

كيف تتخيّلون القدس تحكمها حماس؟ كيف تتخيّلون دولة بقيادة حماس؟ وهي لم تستطع إدارة قطاع؟

كيف يثق أكثر من مليون عقل عربي بمنظمة تَحْرم المرأة من العمل إلا في حمل القنابل ومحرومة من ارتداء الجينز؟ كيف تثقون بمنظمة قتلت من الفلسطينيين أكثر مما قتلت إسرائيل؟ هل هذه جديرة بحكم دولة...من صالح الدولة الفلسطينية إن كان لها فرصة إلا تخرج اليوم، حتى تتهيأ لها عقول تحميها...

القضية الفلسطينية التي لا يبدو ان لها حل لا اليوم ولا بالغد، وربما للأبد طالما هذه هي العقلية السائدة...تكاد لا تخلو دولة عربية من أزمة فعلى سبيل المثال في البحرين معارضة منذ تسع سنوات أعطيت الحق في البروز الى العلن ولها مقراتها ولها نشراتها وحتى صحفها اليومية التي تصدر تحت عنوان مستقل هذه المعارضة منذ نشأتها حتى اليوم لا تعرف رأسها من كرياسها، هذه المعاضة هي نسخة من حماس التي تنتشر نسخها في كل بقاع العرب...لا أصدق أن السودان، فلتت من هذه النسخة وكوَّنت لها نسخة ممكن الرهان عليها لتشكل بارقة أمل لصورة الدولة العصرية، العلمانية التي تتنفس هواء يشبه بقية دول العالم الحر...

 ولهذا نجد الساحة العربية لا تشبه أي مكان في العالم الا في العالم العربي ولها من الحكايات ولا ألف ليلة وليلة، جميعها تصب في خانة حال العرب في القرن الواحد والعشرين                                                       

كلّ الكلام الذي يدور حول التحديث والتطوير والكلام حول العصر ومواكبة المستجدات تجده فقط في تصريحات بعض الوزراء والصحفيين والكتاب العرب  ولكن على أرض الواقع لا يوجد ما يشبه ما يجري في دول العالم اليوم ، ففي دول العالم حتى العالم النامي مثل كوريا وسنغافورة والفلبين والبرازيل والهند وغيرها الحال افضل منا بكثير، والكلام يكثر ومن الامثلة  ما يجعلنا نجلد الذات بأكثر مما تحتمل هذه الذات، ولكم ان تحتكموا الى المشهد في بقية البلاد العربية التي مازالت تخضع فيها الامور الى المزاج  والصراع الدائم الازلي بين خطاب قديم ممجوج اكل عليه الدهر وشرب وبين بين ما يجري في دول العالم من اكتشافات علمية وطبية وتكنولوجية ولكم ان تطالعوا صحف العالم وما تحمله يومياً من اخبار ومهرجانات للسينما وعروض للأزياء ومؤتمرات علمية وعروض للبالية والمسرح ومهرجانات للربيع والخريف والصيف واستقبال مبكر للشتاء واستعدادات منذ الآن لاحتفالات رأس السنة وبين اخبار القتل والحرق والانتحاريين الذين يفجرون انفسهم يومياً في الاماكن العامة المكتظة بالسكان دون تمييز بين عسكريين ومدنيين وبين نساء واطفال لكم ان تقارنوا الصورة بين العرب والعالم.                             

وإذا أردنا ان نزيد على العرب بإضافة العالم الاسلامي فحدث ولا حرج ويكفيك ان تعرج على باكستان وافغانستان بنغلاديش وغيرها من الدول الاسلامية لتعرف حال المسلمين اليوم مع حال العرب وأي حال؟ واستغرب بعد كل هذا الحال الحديث عن مقاومة التطبيع مع اسرائيل ودعوات القاء اسرائيل في البحر ودعم المقاومة والاستمرار في الحرب على الصهاينة بل ويذهب البعض الى ابعد من ذلك بالمطالبة بمقاطعة الغرب عامة وتخيلوا بعدها حالنا ان قاطعنا العالم الصناعي وتوقفنا عن استيراد السلع من الغرب وتوقفنا عن ارسال طلبتنا ومرضانا الى الغرب.           

هذا المشهد وهذا الحال الذي لا يسر بالتأكيد.. ما زال هناك منا من يتحدث عن المستقبل وهو المستقبل الذي قطعته دول العالم الى فضاءات رحبة بالاختراعات والاكتشافات وبين المستقبل الذي نعيشه ونتحدث فيه عما إذا كان النقاب للمرأة مسموحاً ام لا في الجامعات والاعمال وقيادة 

سمعت قيادي من حماس يردد، لن نقبل بأقل من تحرير فلسطين من البحر إلى النهر!!

أوفر عليك الإجابة:

هل هناك ما يسر إسرائيل أكثر من هذا؟

لو سألت أي عاقل بالكرة الأرضية: هل هناك أمّل بإزالة إسرائيل من الوجود، لرد عليك: هناك أمّل واحد وهو انقراض العرب.

Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!