في العزلة يكمن شيطان السرد!
أسبق الزمن ويسبقني
ففي العزلة يكمن شيطان السرد!
العزلة ليست كبرياء
لم يسبق أن حضرت ندوة عن السرد، و لم يسبق أن وقعت كتاباً من كتبي العديدة طوال هذه السنوات لأنني أخشي السؤال القبيح والفضولي المعتاد في مثل هذه المناسبات وهو: ماذا تروي؟ أو ما هو مضمون كتابك؟
سؤال غبي، لا يوجد كاتب في العالم يحترم حروفه يُجيب أو يشرح أو يفسر ما كتب وإلا ما فائدة القراءة حين يسرد الكاتب محتوى كتابة؟ لذا اخترت العزلة، بل بنيت منها كوخي الصغير النائي وسكنته بعيداً عن أضواء الكاميرات وسؤال الحمقى عن معنى الكتابة، حتى أوقعني سوء حظي أو قل عفويتي بدافع التعاطف مع مجموعة فتيان وفتيات ركبوا موجة الكتابة المشاكسة البعيدة عن المألوف وأسسوا نادياً للسرد بدون ترخيص ومارسوا لعبة التفاصيل في السرد.
جنون السرد أوقعني في شباك هؤلاء الفتية والفتيات المتحمسين للكتابة المشاغبة بعيداً عن واجهات الروتين والرتابة التي بَصَمَت عالم السرد الحالي برتابة وتطفل ووجاهة فارغة، أنهم سحرة السرد الجدد الذين سئموا ويأسوا من فضاء السرد الممل فولجوا عالم غير مألوف أجد نفسي متعاطفاً معهم، لذا أنا أمامكم في واقعة السرد بعنوان “التفاصيل في السرد”
“عن ماذا أتحدث”
بحثت في أعماقي عن حبكة درامية أو قصة خيالية أو حتى حكاية ما تائهة في بطون الكتب الصفراء التي محقها التاريخ حتى قادني التقصي الأهوج إلى المجهول، لتفاصيل حكاية غريبة على الخيال، بل تتجاوز الخيال بحدة تكاد تكون واقعاً حياً نعيشه الساعة، فخلال البحث الذي دام سنوات عادت بي الذاكرة المنهكة لأنبش ما سردته تلك السنوات ليكون شاهداً على فضاءنا الراهن، نعم قادتني ورطة نادي الروائيين الجدد غير المرخص لنفض الغبار عن كتب التاريخ الصفراء المخرفة واستخراج هذه الرواية الخيالية التي زادها خيالي الشخصي خيالاً فتصورا خيال يفوق الخيال ويقود للواقع.
اسمحوا لي الليلة بالذات، وأعشق السرد بالليل أن أفاجئكم بمثل ما فاجأني هؤلاء الفتية الأشقياء وهم يعلنون عن اسمي في أمسية دون علمي لأخرج من ورطتي بهذه التفاصيل السردية وأعتذر إن صدمكم الواقع بوجود مثل هذه الأحداث التي خُيل لي للوهلة الأولى أنها من صنع الخيال وأترك لكم الحكم عليها إن كانت خيالاً شططاً أم واقعاً مأزوماً.
أهلاً بكم في قصر الملك الأعور، وأبدأ أولاً بالسبب الذي زج بي في هذا القصر الدموي المسحور والموبوء بكل ما مرت به البشرية وما لم تمر به، فالوقائع كلها مرت أمامي من هنا الليلة بالذات، استأذنكم بإطفاء الأنوار الحادة والاكتفاء بضوء القمر الذي تسلل من شرفة المكان ورجاء غلق هواتفكم حتى لا تصور أو تسجل تفاصيل ما يدور، لأنه صادم بكل المقاييس والمعايير ولكنه حدث مرة ما!
كيف؟ وأين؟ ومتي” اكتشفوا بأنفسكم.
رواية (لص القمر _ سنمار الإخباري) قريباً
from WordPress دار لوتس للنشر
via IFTTT
Comments
Post a Comment