خطة الخريف ؟!

عزلة الأفيال

 (ليس هذا هو العنوان الأصلي)

ما لم يَقله سنمار الإخباري عن بلادٍ جرفتها الثلوج المشتعلة، قالته آلهة لم تقبض الثمن ولم تستنبط الوعي من كونها آلهة كونية، حتى أدركت متأخرة وهي في عزلتها مع الأفيال الضالة، وسط الفوضى الخلاقة!! أن ناطحات السحاب مهما علت لن تُغْنى عن الأكواخ، وكل خطيئة وراءها ذرة طهارة، فإذن صح ما قاله الإخباري عن بلدٍ شواطئها من حديد ومياهها زئبق فوار، طُرقها غابات للموت البطيء، أشجارها تمشي بلا أوراق تكسوها. وقعت الأحداث الدموية وعمت الأرجاء، أختل النظام برمته وفُقد التوازن وسار الجمع نحو حتفهم بلا خيلاء. توضأ البعض وظل البعض الطريق وبلغوا الطهارة بعد فوات الأوان لأن الأرض ابتلعت السماء ولأن الكون أختل فعزفت أركسترا صاخبة منبعها الثقوب الزرقاء موسيقى سائلة من صخبها تصدعت الأرواح. لم يعش السنمار المعماري ليشهد نمو الناطحات إلى السماء والأبراج الرمادية والأنوار الإلكترونية ولم يسعه الوقت ليرى الجسور الملائكية وهي تبتلع السيارات الفارهة والطائرات المزركشة بالوشوم والأنهار الجافة، جاء الإخباري قبل الألفية الثالثة بآلاف السنين في وقتٍ خلى من الآلهة ومن سوء حظه التقى بالملك السائح الأعور في مملكته الرمادية النيزكية التي وُلِدت من رحم رذاذ الريح بوقتٍ خرافي تَكَوَن من الماء والنار والتراب والزئبق الأحمر، لم يجرؤ معماري في العالم الخلفي على خلق تحفة توازي برج السماء، لكن سنمار فعل.

كانت سنة كبيسة بالأرقام الرومانية I132: CXXX إذ شهدت على انهيار العالم ونشوء العالم الجديد على أنقاض موت الآلهة التي لم تكن بالمناسبة موجودة قبل ذلك، اتسعت الثقوب الزرقاء وانتشر السؤال المروع في خضم الفوضى.

“ما مصير العالم؟”



from WordPress دار لوتس للنشر
via IFTTT

Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!