“من رواية حرب البنفسج”

من رواية حرب البنفسج”

مكتبات جرير بالسعودية

مكتبة جيشنمال ستي سنتر البحرين

مكتبة دار الفارابي بيروت

مكتبة  KINOKUNIYA – UAE دبي

المكتبة الوطنية وفروعها البحرين

 

“بنفسج يا بني ليست فتاة ولا امرأة ولا حباً أو عشقاً أو لهواً،

بنفسج يا ولدي شرارة مستعرة تحرق كل من يقترب منها حتى لو

اقتربت هي من نفسها، هذه الساحرة خُلِقت لتعيش كالآلهة القديمة

في زمن الأساطير والخرافة، وليس بإمكان بشرٍ مثلك حبها

 فكر وتأمل واستخر بصلاة في قلبك، بني قبل أن تلقي بنفسك

في التهلكة مع بنفسج التي حتى أنا نفسي لم أحتمل مقارعتها والبقاء

معها إلى يوم القيامة في البحر، هذا الكائن الخرافي ولدي مؤيد لن

ترى معه اليابسة ما حييت، لن تشم معها هواء البر ولن تنعم بالنوم

في فراش، ولن تسمع زقزقة الطيور على الساحل، ستقضي عمرك

كله في غمرة البحر الأزرق الطويل المتناهي الأطراف، فهل أنت

من السذاجة، حتى تهجر قصرك الوثير وامرأتك الحسناء ونعيم

المهيزعي ودفء الجزيرة وهواء المحرق لتلتحق بسفينة البنفسج في

غمار متاهاتٍ مع ساحرة نذرت نفسها للبحر؟

«لا تفكر في الأمر ولدي، لن تستطيع مجاراتها يوماً واحداً،

حتى لو كنت تكن الحب لها، هذه المرأة لا تعشق ولا تُحب ولا ترحم.

 

****

من هي بنفسج؟

بنفسج ساحرة أم ثائرة؟

من هي بنفسج؟ ساحرة أم ثائرة؟ من أين جاءت؟ وإلى أين مضت؟

الطفولة عادة ما تولد مع انزلاق المولود لوهلة خاطفة من الظلمة للنور، من الماء إلى اليابسة، ينمو في مشيمة مياهٍ دافئة ثم ينزلق منها للخارج مع أولى قطرات الضوء ليشكل من حوله صدمة الولادة، من عالم التشكل لعالم الولادة الحية، تشرق الولادة من قلب عالم سري غامض لا يدركه الكائن الحي الذي عاش في سديمٍ أشبه بالثقب الأسود، يولد، يعبر الولادة، يخرج للنور، تبدأ خطوات الطفولة الأولى، لا توجد طفولة مخطط لها ولا طفولة تتلبس الطفل، تنشأ الطفولة من الهواء والبحر والزمان والمكان، تكتشفها وتعيشها دون أن تخطط لها، من عالمٍ صغير محدود نظنه العالم كله، من هذه الفجوة الغامضة تُفتح نافذة بنفسجية نظنها العالم. من هذه الثغرة أطلت طفلة مهمشة شرسة تُدعى بنفسج قبعت قسراً بقاع الرق والعبودية، ثم استيقظت فجأةً، لتغير العالم.

هل سبق وحدث قبلاً أن رجع إنسان من الموت؟ هل عاد أحد حياً يرزق عقب رحيله؟



from WordPress دار لوتس للنشر
via IFTTT

Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!