ليلة الفلفل

 

ليلة الفلفل

“بدأ قرص القمر يذوب في كأسك، أنظر انه يعكس وهجك”

بدا الضوء ساطعاً في الكأس بجانبه على الكنبة، وقد احتوى بيديه كتف كتف الفلفل، دفنت جسدها وأسدلت عليه حافة ملاءة الفراش فيما لاح وجهها كأنه يتطلع للسقف وقد تلطخ برذاذ العرق الذي ساح وكأنه سحابة تنزلق على وجه السماء، رمقت الأعلى فلاح لها بغتةً وجه طائر البومة فابتسمت لها وكأنها تتوسل منها كتم السر، جلست على حافة الفراش فجأة وأطبقت تحدق بوجه البومة عبر النافذة، عينين زجاجيتين خزاميتين تلمعان شعاع أهوج.

“أرجوك سيدة الليل الزهرية، اكتمي سري، يا صديقة الغبش نحن أخوات ما رايته الليلة كانت أغنيةً إلهية”

ابتسم وهتف بنبرةٍ فاحت بالانشراح.

“من تخاطبين؟”

أشارت بأصبعها الطويل المرصع بختامٍ يلمع بالماس، نحو البومة التي ما برحت على حافة السقف المتصدع وقد شعت عيونها بوهجٍ حاد.

“يا إله السماء، هل شهدت كل ما دار بيننا؟”

هزت رأسها بالإيجاب فأردف مبتسماً.

“وجهها وعينيها وتأملها فينا يقول إنها تبارك رحلتنا”

“آمل منها ذلك”

عادت تضطجع على الفراش وترمق السقف بنظراتٍ كأنها ترجو الليل أن يواصل طريقه وتأمل من الوقت أن يتوقف ولا يرحل حتى لا يشع الضوء فتبدو الأشياء واضحة.

“بَقَيت ارمقها طوال اللحظة التي كنت أنتشي فيها وظلت هي ترمقني بعينيها البحريتين الجميلتين وكأنها تشاركني اللذة ذاتها”

قالت ذلك بصوتٍ رخيم وراحت تتبادل النظرات مع البومة التي بدت فائقة التألق ثم أردفت فجأة مغيرةً دفة الحديث.

 



from WordPress دار لوتس للنشر
via IFTTT

Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!