من الإصلاح إلى الانقلاب؟! ما أشبه الليلةَ بالبارحة، وما أشبه الإصلاح بالانقلاب، هذا هو عنوان هذا الفصل المحير حقاً من السيرة السياسية، وهو بذات اللحظة ينطبق عنواناً جسوراً بدون عمليات مونتاج للمرحلة إعلان مشروع مبادئ ميثاق العمل الوطني وبدء رحلة العذاب السادية العلنية بالعمل السياسي المفرط في الرومانسية، والذي سرعان ما انفرط عقده وتحول إلى إثارة ورعب، ثم انزلق بعجرفة ثواره الحالمين في بياتٍ شتوي ناهز خمسة عشرة سنة عجاف إذا ما أخذنا بربط التفاصيل بعضها بعضاً من بداية المشروع الإصلاحي الذي سبب الجنون للكثيرين غير المصدقين الثورة السلمية التي قادها الملك، حتى بلغنا المشروع التخريبي ثم الانقلابي إلى أن أدركنا بحسرة النتيجة السريالية وقد أدت بأسى وحزن إلى محنة الدوار المريع في 14 فبراير 2011 . ولأبد من العودة للبداية لتركيب قطع الدومينو التي بدأت بقطعة خربة تلتها بقية القطع التي تهرأت ثم انساقت في التساقط وكشفت عن هول الخيال الواسع الذي عاش فيه ثوار القرون الوسطى المقنعون وهم يحصدون ثمار ثورة فردوسهم عنباً مراً لا يمكن تسويقه ولا أكله ولا حتى عصره نبيذاً، إلى أن أضحى في خاتم...