وداعاً يا بنشي الجميل – يسرا البريطانية!
وداعاً يا بنشي الجميل
إسحاق يعقوب الشيخ
-
يسرا البريطانية!
رواية احمد جمعة
يحترف وعي الآخر في وعيه ويدير وعيه في الآخر ويتناضج مثقفًا بحرينيًا متوهجَ الوطنية: في اقتدار ثقافي يتناول نمنمات الثقافة البحرينية ويحيلها في عالميتها الانسانية مجدًا للوطن البحريني في التغلب على مصاعب الحياة… ويضمن صدارة روايته الأخيرة (يسرا البريطانية) مقولة القسيس دوغلاس هورتون «الموت هو النداء الأخير لنا لكي نستيقظ» في اشارة الى مأساة شعب يغطُّ في نوم عميق ولا يستيقظ إلا في النداء الاخير لموته (!) وهي حالة لا تخرج عن اطار العدمية البروستنتية المبتذلة في الحياة ولا حياة لشعب لا يستدرك المخاطر المدلهمة ضده إلا في النداء الأخير لموته (…) وأدري ان احمد جمعة المثقف التنويري يبر العام المرتبط بالخاص ويتفاعل في مادية الحراك الثقافي جدلاً في الحياة وهو يقتحم بقدرات شموليته الأممية عالم الانسانية المتوهج ثقافيًا على وجه الارض (!).
أحمد جمعة هذا الكاتب البحريني يذوب وجدًا ثقافيًا في البحرين ومن أجل الحرية لكل بحريني وبحرينية، فالحرية ان نالت أحدًا دون احد تصبح حرية لا تحمل شيئًا من الحرية (!) وعندما ألتفت لأحمد أقول: يا لأحمد من انتاج أدبي ثري يغطي شيئًا من رفوف المكتبات العربية مؤلفات عدة في المسرح ودراسات نقدية والديمقراطية الانقلابية: دراسة في مشروع الاصلاح البحريني ورواية بيضة القمر ورواية قمر باريس ورواية الخراف الضالة ورواية يسرا البريطانية التي نحن صددها (!).
ويعالج احمد جمعة فيها معاناة المرأة ممثلة في (يسرا البريطانية) التي تتسكع بها مظالم المجتمعات الذكورية وهي تطوفها حاملة اوجاع معاناتها الانسانية من الزبير وسوريا والبحرين ودبي وبريطانيا وكردستان وهي تواجه الذل والقهر والتنكر لكرامتها الانسانية وتتقلب قهرًا في عمق نيران العنف والارهاب وفي أوجاع تدابير لا انسانية ارهابية في دفع الشباب والنساء والرجال الى مجازر الموت في ساحات الإعدام (!).
ان رواية (يسرا البريطانية) مسار خيال روائي يتمثل في رصد واقع من خلال ركام مظالم وعبودية تتجلى في معاناة يسرا الزبيرية أو البريطانية قهرًا وعذابًا وهتكًا واعتداءً على كرامة الانسان وأحسب ان احمد جمعة في روايته (يسرا البريطانية) يتشكل خيالاً قلقًا في واقع مأزوم يبحث عن مخرج فيجد هذا المخرج في بصيص ضياء يتجلى في معاناة (يسرا البريطانية) منوطًا بوعي ثقافي عند احمد يرتبط في انتمائه للمدرسة الواقعية التي تلمسها في أنشطته الفكرية والثقافية وقد ادركها طريقًا فكريًا وطنيًا مبدعًا مضيئًا في حياته الأدبية .
أحمد جمعة هذا الكاتب البحريني الذي يتفتّل جهدًا ثقافيًا نيّرًا ثريًّا في الساحة الثقافية البحرينية والعربية يشار ان له رواية تحت الطبع: (رقصة أخيرة على قمر أزرق) وتستوي يسرا البريطانية في خيال احمد وعيًا دراميًا يتجدد في مسارها المضرّس عنفًا بنهم الحياة: هروبًا من وطن الى وطن وكانت لعنة العنف والتنكيل تلاحقها اينما حلّت من مجتمع ذكوري الى مجتمع ذكوري آخر كأن كل المجتمعات هي مجتمعات ذكورية على وجه الارض وهو يوحي للمتلقي ان الحرية لا تكتمل في المجتمعات الا اذا تجلّت حرية واثقة في المساواة التامة بين الرجال والنساء وفي الجذور التكوينية للمواطنة عدلاً قانونيًا ودستوريًا في المساواة بين الرجال والنساء وهو ما يضمنه احمد جمعة في معاناة يسرا البريطانية في مجال تجليات هروبها من لعنة مجتمع ذكوري الى لعنة مجتمع ذكوري أحمد عُد إلينا اننا نحبك فالعودة أحمد
آخر وليضعنا امام حقيقة: ان المرأة تلاحقها لعنة عنف وإرهاب الرجل اينما اناخت ركابها في أي مجتمع .
أحمد أيها الزميل (الايامي) الذي ما اخطأ دربه يومًا من أجل غد بحريني أفضل وكنا مع احمد في (الأيام) نحمل كل هموم الأوطان البشرية وللوطن البحريني خواص طاقاته الوجدانية فينا… أحمد عُد إلينا إننا نحبك فالعودة أحمد (!)
from WordPress دار لوتس للنشر
via IFTTT
Comments
Post a Comment