مقطع من رواية احمد جمعة الدنيا ريشة في الهواء تصدر قريباً

 

مقطع من رواية احمد جمعة

الدنيا ريشة في الهواء

تصدر قريباً

“أن الموت الذي يأتي ممن يلقي بنفسه من ناطحة سحاب، أي موت هذا؟  

* ديفيد فوستر والس%d9%87%d8%a7%d8%a8%d9%8a%d9%8a%d8%ab%d9%8a%d9%81

خلعت الجاكيت عنها، فَكَشفَت عن كتفيها وساعديها الأملسين، المشدودين بنعومة فائقة، شع بريق منهما إثر إنعكاس الضوء، تأملهما خفية وشق عليه أن يصدق في أعماقه أنها متحولة، راهن على نفسه متسائلاً بسرية في أعماقه قائلاً” لن أقبل بأقل منها في غضون تحولي المنتظر” حين إقْتَنَصتهُ يخاطب ذاته سراً، إبتسمت قائلة.

“أعرف نوع الحرب التي تجيش في داخلك.

“أَخْرجيني منها.

أقبلت نحوه، كَنَسَت بنظراتها ردة فعله، لم تترك له أدنى فرصة للتوقع والإحتمال، باغَتَتهُ بقبلة رشيقة وسريعة ثم جرت على إثرها الحمام كما لو تختبئ بعد إقتراف ذنب، جمد مكانه، كأنه هو من إقَتَرف الذنب بعبارته الأخيرة التي تَضَمَنت دعوة مُبَطَنة من تحت الحزام.

“للتو أَجْرَمْتُ.

كان ذلك صوته الداخلي، ثم أدرف يقنع صوته الآخر.

“زلة لسان.

عندما رجعت من الحمام تدبرت كأسها بنفسها متجاهلة نظراته، هاربة من فعلتها الجسورة، ليس من السهل إختطاف قبلة من دون إذناً أو إسْتِهْلال، فذروة الْوَلَه في حدها حاجزاً ضد التهور، لم يكن يتوقع مُداهَمتَها له بهذا العنفوان الخاطف لكنها فَعَلت.

“قَرَأتي أنا وغانياتي، غارسيا ماركيز؟

ضحكت قائلة بنبرة إستعادت معها توازنها بعد القبلة بعدما تماثلت للسكون.

“لعبوا بعنوان الرواية، يُقْرأ عنوانها، أنا وعاهراتي.

توقفت لحظة ثم إسْتَدركت

“لا أُصَدق غابرييل يقصد نفسه، لم يبلغ ذلك السن.

أشعل سيجارة وتحسس شفتيه كما لو يتأكد من بقايا القبلة التي لسعته منذ قليل.

هل رَأيْتِ امرأة سياسية ترقص؟

ضحكت قائلة.

“رأيت حتى المرشحة الرئاسية كلينتون ترقص.

توجه نحوها وقد شعر بِتَحَفزٍ لكسر الجمود الذي ساد بعد القبلة المحظورة التي أشاعت في الغرفة شعوراً بالخدر.

“هل إنْتهَت لعبتك عند هذا الحد؟

ردت بتحدٍ ونبرة متعجرفة مقصودة.

“لا، هل تريد أن نواصل اللعبة؟

رد

“من أين نبدأ.

“أسئلة في الجسد، هل سَبَقَ لَكَ وأن تماثلت مع جِنسك؟

كَأَن صوت الريح قد خطف الأوراق وبعثرها في سماء الغرفة، أوراق صفراء تُذَكرُه بأغنية فيروز الورق الأصفر شهر أيلول، كم من الشِفاة نلمسها في حياتنا ونمضي من دون أثر، إلا ألقُبل التي تسقط من فوق الغيوم يَكْتَسح رمادها الكون من حولنا، وقف واجماً متردداً فاقداً جسارة الإقتحام خشية الفقدان، إلى أن إنْهارت قمة إيفيرسيت فجأة بقولها.

“لم لا نتعرى ونقارن جسدينا؟

 

“أنا وسفيان إلتقينا بكم مثلما يلتقي الجميع في هذا العالم صدفة أو بتخطيط، أَرَدّت من هذا اللقاء أن أترك بصمة تذكرنا ببعضنا بدلاً من الفرار من وجه الآخر وننسى أننا إلْتَـقينا بمن نحبهم، لماذا الخوف من إستمرار اللقاء حتى بعد الفراق والهجر؟ لماذا نخسر من نعرفهم لمجرد أنَنا فشلنا في شكل العلاقة؟ لِنبقي على العلاقة في شكلها الإنساني فحسب، أنا تجاوزت السبعين عاماً وتعرضت في حياتي للموت مرات عدة حتى أن هناك أسْطورة عني تقول، كلما مات تقي المرجاني عاد حياً يرزق من جديد.

ضحك الجميع وُسْتطرد.

“ما يبقيني حياً حتى الآن هو شعوري بأني لَسْت مُسْتعداً للرحيل بعد، عَلَيَّ بمواصلة الحياة في هذه الدنيا حتى أكْتَفي.

بادرت يارا بالتصفيق وتبعها الآخرون، تهيأت أَنجيلا للحديث، شجعها تقي بنظرة منه وهو يبتسم فيما أشار سفيان للنادل بجانبها التوقف عن الحركة.

“أشعرالليلة لأول مرة بمزيد من الوقت كُتِبَ لِي.

إبتسمت وهي تشير نحو تقي.

“أشكر على علاجك الذي لايعرف البعض هنا عنه شيئاً والوقت والمال الذي بذلته في الفترة السابقة، لكن ما أفادني أكثر حقاً هو كلماتك الليلة عن عدم الإكتفاء من الحياة، شكراً تقي، أُحِبك.

“الأصنام وحدها التي تتكسر أما الإنسان فينحني ولا ينكسر.

قالت إيف ذلك ورَشَفَت من كأسها، فيما رفع تقي كأسه نخب الحضور.

بدأ الجو يعبق بالحيوية،ة نهض سفيان ثم عاد بعد برهة وقد صدحت موسيقى هادئة كأنها لما قبل النوم.جرت الحوارات الجانبية بين الجميع، تحرك البعض بحرية وسط القاعة وخرج بعضهم للحمام ثم عاد، ساد جو من الألفة إلى قطعه تقي بالدعوة للعشاء.

“شخصياً أفضل الإبقاء على الطقس ذاته، لا أشعر برغبة في الطعام، ثمة أحساس بأن الطعام لم يحن وقته.

صرحت يارا وأَثْنَت عليها أنجيلا وإيف التي عقبت بنبرة تميل لرفض فكرة البدء في تناول الطعام.

“الأكل المبكر يقضي على شفافية الروح.

صفق سفيان قائلاً.

“أَحْسنت يارا.

لم تعد هناك نكهة للغيرة في المكان، تزامن التناغم بينهم في تآلف الجمع مع الطقس الذي تنامى على صوت موسيقى البيانو وضوء المكان ولون البحر، وأسْبغَت رائحة الطعام وإنبعاث نكهة الريحان والنبيذ منها سحراً على المناخ، أشاعت الأجواء إنسجاماً بينهم غذاه تقي بأدائه الغريزي الذي أزاح الحواجز والتحفظات بينهم فخلق فضاءاً من المرح والحيوية والفلسفة.

“أنا مع أجمل ثلاث نساء في العالم هنا الليلة، ليت الزمن بلغ مرحلة التجميد لجمدت هذه اللحظة.

 




from WordPress دار لوتس للنشر
via IFTTT

Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!