هل عَقَلَ عيسى قاسم؟ أم خافَ؟


هل عَقَلَ عيسى قاسم؟ أم خافَ؟

البحث عن الفردوس هو ما يدفع البعض للسقوط في الجحيم ، فمن شدة الطمع والجشع في الرغبة بالوصول الى الجنة ينسى المرء المبادئ السامية التي من خلالها يدخل الانسان الجنة وينزلق من دون وعي ولا تفكير ولا ذمة الى ما يؤدي به مباشرة الى الجحيم وهذا هو حال الانسان حينما يفقد بوصلة العقل ويفلت منه الفهم فيتحول الى مجرد انسان آلي يحركه الاخرين ويتحكم فيه الموتورون من اصحاب الخطب الرنانة والتأثير عل المشاعر وبالإمكان أن تقول لهذا الانسان اقتل اباك أو اخاك او عمك لأنه الطريق الاقصر للجنة وبهذا الجشع أو الطمع في الرغبة بدخول الفردوس فانه لا يتوانى عن قتل اقرب الناس اليه حتى أمه التي جاءت به الى هذه الحياة وهذا منتهى التغييب وذروة السقط في الجحيم، حتى أذا ما أفاق هذا الانسان بعد كل هذا الردح من السعادة الوهمية بالفردوس وجد نفسه في الجحيم بدلاً من الجنة.
يمكن تطبيق هذا المنهج اليوم على حالة الحراك السياسي عندنا في البحرين ، فهناك ما يسمى اليوم بالمعارضة وهي منذ سنوات متواصلة وهي تحفر في الصخر وفي التراب وتلهث وراء السراب من أجل وهم بالوصول الى السلطة وهي الجنة أو الفردوس كما يخيل لها ولقد استحالت حياتها وحياة من حولها الى جحيم كل هذا المشوار الطويل الذي قطعته منذ اعلان مبادئ ميثاق العمل الوطني ومنذ تأسيس المشروع الوطني فقد اختارت ما تسمى بالمعارضة طريق السعي للتأزيم والمقاطعة والتخريب والاحتقان ولم تترك وسيلة الا ولجأت اليها تحت مسميات عدة تؤدي جميعها الى هدف واحد وهو استلام السلطة والحكم باسم الدين والولي الفقيه هذا هو الحلم الوحيد الذي رافق ما تسمي نفسها قسراً بالمعارضة لأن مفهوم المعارضة لدي على الاقل يمثل نموذجاً راقياً لا يشبه هذه الأدوات المزيفة والمأخوذة بالأجندة الخارجية ومن هنا استحالت حالة الوضع التي تعيش فيه هي ومناصريها الى جحيم فيما وهم السراب يخيل لها بأنها في الفردوس أو هي اقرب اليه.
هؤلاء الذي يحفرون اليوم قبورهم وقبور غيرهم ممن ينطبق عليهم القول فيما يتعلق بالكراهية، ان من يكره او يحقد انما يحفر قبرين قبراً له وقبراً لعدوه، وهذا هو حال ما تسمى بالمعارضة التي لم تسعد نفسها بالحكم ولم تسعد انصارها بالنضال بل حطمت فيه مشاعر الحب والخير والعطاء والاخوة والمشاعر الانسانية التي تربط بين افراد المجتمع فأنشأت حائطاً من الكراهية بين افراد المجتمع الواحد وهي مسئولة اليوم عما يعتمر في نفوس افراد المجتمع من كراهية وحقد بين الكثيرين ممن كانوا بالأمس اخوة وأهل واصدقاء وأحبة، فلا تضعوا رؤوسكم كالنعام في الرمال وتقولوا المجتمع بخير، لا وألف لا المجتمع لم يعد بخير والعلاقات ما عادت طبيعية والمشاعر لم تعد انسانية حتى الذين يلتقون ويتصافحون ويبتسمون في وجوه بعضهم البعض هم مخادعون وكذابون وبداخلهم مشاعر متناقضة فلا تخدعوا بعضكم البعض فما فعلته ما تسمى بالمعارضة هو ذاته ما فعله الاحتلال الاسرائيلي حين زرع جدار سمكيك من الكراهية بينه وبين سكان الضفة الغربية عندما جعل من هذا الحائط رمز للعزلة والكراهية.
لا تخدعوا انفسكم بالقول مصالحة وطنية وملتقى وطني أو تجمع لإعادة اللحمة الوطنية، فكل هذه الاوهام سوف تسقط عند عتبة  التأزيم والاصرار على المضي بالمؤامرة حتى نهايتها ما دام لا احد يريد ان يعترف بما يجري ولا احد يجرأ على ادانة ما يجري، فحتى هؤلاء الذين يؤسسون اليوم مختلف المؤسسات الداعمة للوحدة الوطنية لم اجد فيهم شخصاً واحدا امتلك الجرأة وأدان التطرف  والتشدد الذي حول البحرين الى ايرلندا ثانية في المنطقة، أن ما نراه اليوم من هدوء نسبي واستقرار وتوقف عيسى قاسم المحرض الأول عن التحريض علناً هل هو خوف من العين الحمراء؟ أم لوثة عقل متأخرة؟
اذا اردتم ازالة الحقد والكراهية أزيلوه من قاموسكم السياسي ومن اجندتكم ومن سلوككم ولا تتخفوا وراء ستار الوحدة الوطنية، استغرب من خروج كهلاً من رموز الداعين الى الفتنة وممن روج لما سمي بهتاناً بثورة الشبِاب وممن اعتبروا من موتى الفكر واعتبرهم مستقبل الأمة ليقود اليوم تياراً تصالحياً .. يا سبحان المولى.. ويا للهول على حد تعبير العم الأكبر فلاديمير لنين.. وما أشبه الليلة بالبارحة.




Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!