للحالمين فقط وداعاً للربيع الزفت.. الدم والنفط العربيين ثورة في الثورة
للحالمين فقط وداعاً للربيع
الزفت..
احمد جمعة
نحن بحاجة لثورة جنسية على غرار ثورة الشباب
في فرنسا عام 1968 بدلاً من هذه الدماء التي تسيل في أرجاء العالم العربي باسم الثورات،
على الاقل نبدأ بثورة جنسية تحرر الشباب العربي من حالة الكبت التي تعصره وتحشره
في زوايا المدن والقرى الضيقة بحثاً عن مزيد من القتل والانتقام والانتقام المضاد
كالذي جرى في ليبيا واليمن ومصر وبقية
الدول التي مر بها اعصار الربيع العربي وهو الربيع الدموي الذي روى الحدائق
الخلفية العربية باللون الاحمر بدلاً من ان يزهر باعتباره ربيعاً باللون
الأزرق وهذا مبرراً لتفجر ثورة جنسية تحرر
وتطلق عنان فورة الشباب العربي المكبوت والذي يفرغ كبته على شكل ثورات دموية في
الميادين والشوارع والدوارات.. وقبل انطلاق تأسيس أنظمة على غرار الأنظمة
الاوروبية الديمقراطية في العالم العربي لابد من المرور بالبوابات التي عبرت منها
اوروبا حتى يتحقق للربيع العربي ما تحقق للربيع الاوروبي وعليه لابد أن نبدأ
بالتالي حتى نصل للفردوس الاوربي ، ألم يقل زعماء الثورات الشبابية بأنهم يريدون ديمقراطيات
على النمط الاوروبي؟ فلنبدأ بالخطوات التالية وهي الخطوات الضرورية لتحقيق
الديمقراطية من العيار الثقيل.
أولاً علينا بفصل
الدين عن الدولة وبعزل كل الخطباء والمؤذنين والمقرئين وكل من له صلة بالدين عن
السياسية بل وعن مجرد النية بالدخول في السياسية وعليه لن نرى رجال دين معممين
يقودون التظاهرات والاحتجاجات وألا سقط شرط من شروط الدولة الديمقراطية المنشودة.
ثانياً بما ان
الدولة الشبابية والديمقراطية الخارجة من رحم الربيع هي دولة تنتمي للفردوس الذهبي
للدول باعتبارها قادمة من ربيع ومن شباب اذن فلابد من ثورة في الثورة أي أن تكون
كل يوم ثورة على كل ثورة ، فيوم نرى ثورة على الدين ويوم ثورة على الحجاب ويوم
ثورة على ......
وهكذا تستمر
الثورات على مدى 360 يوم في السنة بمعدل كل يوم ثورة حتى يشبع الجميع من الثورات
وتصبح المسألة روتينية وبالتالي يحن الشباب للعودة لعصر الديناصورات.
الضحايا والدماء
التي سفكت حتى الآن في العالم العربي منذ يناير 2011 وحى اليوم هي باسم الثورات
ورغم سقوط الانظمة واختفاء اربع رؤساء حتى الآن ومرشح المزيد فان الثورات في هذه
الدول ذاتها مستمرة بأسماء متعددة ومتعمدة وكلها تصب في نهر من الدم والضحايا فيما
تستمر واشنطن وباريس في اطلاق تعبير الربيع العربي على ما يحدث ، والسؤال الذي لا
أجد له من جواب في كل ما يحدث وفي كل التداعيات التي حدثت هو لماذا يكذب الجميع
حول ما يجري بما فيهم روبرت فيسك الذي يكتب للإندبندت البريطانية، نحن نعرف لماذا كذب احمد الجلبي الذي توفى مؤخراً في العراق ولكن ان يكذب روبرت
فيسك نفسه ،فهي واحدة من ضحايا الربيع العربي.
الأيام التي نمر
بها اليوم في كوكبنا العربي الغرائبي هي أيام لا تنسى وتذكرنا بألف ليلة وليلة
الاسطورة التي اصبحت اليوم حقيقة ، فكل ما يجري ذكر في الف ليلة وليلة وشهرزاد
التي لم يدركها الصباح بعد في بني غازي والقاهرة وصنعاء وأدلب وحمص ، هذه الحالمة
اصبحت شهيدة ربيع العرب الدامي، والاصرار على المضي في الدم لا يزيد الشعوب التي
تحلم بالخبز إلا فقراً وبؤساً ، ما حل بالفقراء في عصر الربيع الدموي أكثر بؤساً
حتى الآن على الأقل مما حل بها في عصر الديناصورات، حتى الطيور والاسماك تناقصت أو
اختنقت في الفضاء والبحار وحتى الأشجار
تقلصت ثمارها والهواء تلوث بالغازات والأطفال هجروا روضاتهم وحملوا الأعلام
الصفراء وانتهى بهم المطاف في أسواق السياسة القذرة فعن أي جيل ستولد هذه الأمة
تاريخها العربي المجيد؟ واين شعار أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة؟ وإلى أين وصل
الاعلان العربي لحقوق الانسان بعد أن فقدت الأوطان بوصلتها في هذا العصر السوريالي
المجيد؟
ثمة مجداً عربياً
ينبثق من رحم الثورات المزعومة وهو المجد القادم مع رياح المخلفات والنفايات
والدماء التي لن ينقيها كل أوكسجين غابات الأمازون بوجود السادة قادة الدم
التواقين للسلطة بأكثر من رجال السلطة الهاربين من رياح الدم المجنون.
دماء رخيصة وأطفال
أرخص ألقي بهم في الشوارع الخلفية وأكاذيب ولجان تحقيق وتصريحات من عواصم عالمية
تغطي على أزماتها المالية العالمية بإغراق العالم العربي بالجنون لتهرب للأمام من أنهيار اليورو.. فسروا أكثر المعنى
لكل ما يحدث بسوى أن الدم العربي حل بديلاً عن النفط العربي,
.
Comments
Post a Comment