مشهد من : رقصة أخيرة على قمر أزرق Final Dance on A Blue Moon

 

مشهد من:+¦+é+¦+¬ +º+«+è+¦+¬ 17-02-2016

رقصة أخيرة على قمر أزرق

   Final Dance on A Blue Moon 

BY Ahmed Juma

الرواية هي القسم الثالث من ثلاثية القمر، (1) بيضة القمر – (2) قمر باريسي – (3) رقصة أخيرة على قمر أزرق

 ****

استعد خليفة لعقد صفقة مع أحد رجال المال من خلال اتصالات جانبية من وراء كتلته، وحرضته نعوم على التقاط الخيط الذي مده له بعض رجال المال لتمرير بعض الأفكار فيما يتعلق بمشروعات ذات طابع محافظ، وهذه الفرصة كان يتطلع إليها غالبية أعضاء التيارات المحافظة، غير أن رجال المال بحثوا عن أكثر الأعضاء بعداً عن الإثارة، فوقع الاختيار على خليفة الذي التقط الإشارة ودعمته نعوم حين بحث معها الأمر مبدياً تخوفه من عدم التنسيق مع كتلته، فما كان من المرأة إلا أن أعلنت له بأن الجميع يتطلعون لمثل هذا العرض، ولو وقع على أيٍ منهم لما شاوروا أو تحفظوا، كانت تلك أولى محاولات خليفة في التحرك المستقل من وراء كتلته، وفيما كانت نعوم مشغولة باتصالاتها للبحث عن قطعة أرض بالمحرق لشرائها ولو بالتقسيط بداية من خلال العروض المتاحة لأعضاء مجلس النواب من البنوك الإسلامية خاصة، ظل هو يتأرجح في التواصل مع السكان، فمن جهة كانت الالتزامات العملية والنيابية تأخذ وقته كله، في ذات الوقت كان الكثير من السكان لا ينقطعون عن التردد عليه والإتصال به لتمرير أو تحقيق أو تذليل بعض الخدمات التي يحتاجونها، وقد فرضت عليه نعوم قانوناً ابتكرته له وهو ألا يرد شخصاً يقصده، وألا يمتنع عن الرد على مكالمة شخص يطلبه، فهم وحدهم الذين سيحفظون له فرصة الترشيح والفوز في الدورة القادمة مع بعض التعديلات هنا وهناك، نعوم كانت العقل المدبر له حتى فيما يتعلق بعمله واتصالاته، وقد استجاب لها من باب تخفيف حمل التفكير في الأمور الكثيرة التي كان بعض النواب يعتمدون فيها على فريق يعمل معهم، وقد وظّفت نعوم أحد المراسلين ممن تعرفت عليهم خلال الحملة الانتخابية لقضاء مصالحها تخليص معاملاتها ومعاملاته الخاصة مع البنوك والمؤسسات الأخرى التي فتحت معهما أبواباً لخدمات عدة، كاستخراج سجلات تجارية وشراء أراضٍ، وكان خليفة يكتفي بتوقيع الشيكات ودفع الفواتير من دون مراجعة أو سؤال، واثقاً مما تقوم به فقد ترك لها التصرف بحرية في الشئون المالية واضعاً في باله قدرتها على إدارة أمواله من خلال خبرتها في إدارة شئون الدار أبان حياة الشيخ خلف.

أرادت نعوم قطع مسافة سريعة بين ما فاتهما من فرص في الحياة وبين استغلال الفرص المتاحة لهما خلال تولي خليفة مقعده النيابي، فقد كانت تردد له عن رغبتها في اختزال الوقت لتحقيق تطلعاتها وهذا ما دفعها للبحث عن أرض جديدة بالمحرق للعودة إليها مرة أخرى ونسج علاقات مع سكان الحي وبقية الأحياء التي كانت على صلة بها، ولم تتردد في زرع بعض النسوة ممن عملن معها في حملتها الانتخابية في الحي، ليقمن بالتواصل مع بقية السكان ونقل الأخبار لها، فقد كن بمثابة عيونها وسمعها في الحي، وعملت على التدخل تدريجياً في الخدمات المتعلقة بالسكان، وهذا النشاط دفع من قبلها مبارك للإستعانة بها في بعض الأمور المتعلقة بعمله في المجلس البلدي، وكانت تلك فرصتها لبدء التسلل لعالمه والتعرف على ما يدور فيه، في البداية بدا متوجساً من تدخلها وهو العارف بأسلوبها في التدخل، ولكنه بدا حذراً في التعامل معها وأحس بالخوف منها، عندما أعلن عن مشروعه للحفل التكريمي متردداً خشية من معرفتها بما يدبره لجمعها مع سلمان، ظل متردداً في مواصلة الفكرة، ولكن مجيء خليفة ودخوله على الخط، جعله يرتاب في الترتيب المعد فكان يجري التعديلات هنا وهناك على الفكرة ليصل بها لصورتها النهائية، وفي نفس الوقت كان يقوم بالبحث عن نسيمة من وراء ظهر نعوم وخليفة، وقد فاجأته بسؤال حول تردده على مكتب السياحة الذي كانت تعمل به نسيمة وذلك من خلال رسالة بعثها خليفة عن طريقها تحذره من التورط في البحث الذي من شأنه أن  يربط بينه وبين اختفائها.

– أشك من دوافعها في منعنا التقصي عن الفتاة، لقد كانت واحدة منا بحكم والدتها المنتمية للدار، أضف على ذلك أنها صديقة لطوف وقد وعدتها بالبحث عن مصيرها.

خليفة يدرك أن الآخر يبحث عنها لنفسه، وهذه المشقة لم تأت من فراغ، فقد أجرى هو الآخر بحثاً ووجد الأسرار تكتنف العلاقة التي بدأتها لطوف منذ سنوات حينما كانت متحمسة لزواجه منها، ورغم الغيرة التي يخفيها إلا أنه فضح مشاعره أكثر من مرة حين كان يموه الأفكار ويخبئ المعلومات عنه.

– أمك لا تريد امرأة لك ممن ينتمين للدار، أنها تفكر أبعد من المحرق.

– هل أخبرتها بأفكاري عن المرأة.

– لماذا تعتقد تركتك تهيم على وجهك في دبي خلال السنوات الماضية؟

– خليفة.. صرنا نعمل ضد بعضنا؟

– أنا أخبرك بما يجري في رأسها.

– أنت آخر من يعلم بما يدور في رأسها؟

– حقاً؟

 




from WordPress دار لوتس للنشر
via IFTTT

Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!