ما هو عمل بعض رجال الدين؟




ما هو عمل بعض رجال الدين؟
حتى في المملكة العربية السعودية الشقيقة مركز المسلمين وقلب الاسلام لا توجد مغالاة في الدين وخطب المساجد وصوت مكبرات الصوت العالية والخطب الطويلة المسيسة، أما في مصر والإمارات العربية المتحدة والأردن والمغرب وغيرها من الدول العربية فقد نظمت هذه المسالة وما أعرفه أن هناك قانون ينظم نقل الصلاة من غير مكبر للصوت باستثناء الأذان الذي يكون محدد المستوى ولكن ما يجري في البحرين يبدو أن الاخوان في وزارة العدل وإدارة شئون المساجد لا تتابع ما يجري ولا يصل صوت الفوضى في الأصوات واستخدام مكبرات الصوت إلى منازل وبيوت المسئولين فيها وذلك عمدا من قبل القائمين على تلك المساجد لعلمهم بوجود قانون يمنع ذلك، أما في بقية المناطق فحدث ولا حرج وقد سبق وتحدثت مع بعض المسئولين في ذلك ووعدوا بمتابعة الموضوع وتطبيق القانون وها نحن ننتظر.
لماذا المغالاة ولماذا المزايدة؟
عندما تكبر الحقيقة وتتضخم تظهر ولا يستطيع احد اخفاءها ، وكلما كبرت كلما تورط من يخفيها لعدم تمكنه من استمرار التظليل في الابقاء عليها طي الكتمان ولذلك كل ما كبرت الحقيقة كل ما احتار اعداءها  الاحتفاظ بها في سرداب الوقت الذي لا يرحم حين يتكشف المستور وحين تئن الحقيقة تحت وسادة من يخفونها قسراً وهم كثيرون في هذا الزمن ممن لا تسمح مصالحة بعبور الحقائق حتى لو كانت تتعلق بحياة البشر وضد الواقع وضد المنطق والمشكلة التي تشكل هي الاخرى الحقيقة المفقودة ان الناس للاسف الشديد لا تصدق الحقيقة.
من الحقائق التي وضحت وانكشفت ولم تعد خافية على احد لا في البحرين ولا في العالم العربي والاسلامي والعالم  اجمع ان بعض رجال الدين اليوم هم بالدرجة الاولى رجال سياسة ويعملون في السياسة واهدافهم سياسية ، سواء خطب في المسجد او القى خطبته يوم الجمعة او رشح للبرلمان او كان ناطق باسم جمعية او حزب او نجح في الانتخابات او لم ينجح وسواء أبكى الجمهور بخطبته او أضحكهم وسواء كان جادا او ساخراً فهو سياسي ابن سياسي عن جد سياسي وكل ما يتنفسه سياسة.
هذه الحقيقة التي لم تعد اليوم تخفى على احد فالذي يريد ان يكون في مقدمة الصفوف والذي يريد النجاح والبروز والذي يفتقد الكاريزما ويريد ان يعتلي المنبر فعليه الا يفصل بين العبادة والسياسية ، فالسياسية اليوم هي  الجواز السري لرجل الدين الى النجاح والى اعتلا  سدة البرلمان او الوزارة او المنصب الحكومي الكبير او المكانة الاجتماعية التي توازيه مع منصب الوزارة وهو الذي يستقبل الفاتحين في كل مناسبة وهو الذي تنهض في حضوره الرؤوس الكبيرة وهو يدخل المكان وصاحب الكلمة والناطق باسم المنطقة وهو الذي يستضاف في كافة البرامج الاذاعية والتلفزيونية حتى لو لم يكن الموضوع هو الدين .. حتى لو كان الحديث في الاقتصاد والفيزياء والعلوم الانسانية  وحتى لو كان الحديث في الجنس والرقابة المالية والحسابات البنكية فهناك  مكان في برامج الحوارية وغيرها له، اليس هو السياسي المحنك واليس هو المشرع الاوحد واليس هو الناطق باسم الحقيقة من دون الجميع ؟على الدولة ان تستمع له وعلى الشعب ان يطيعه.
هناك تناقض صارخ في المستوى الذي يراد من الناس ان تصدقه في التعامل مع رجل الدين، فهو من جهة يتحدث في كل شيء ويخوض في كل الموضوعات ويحشر نفسه في الصراعات ويترفع عن الناس والاخرين باعتبارهم اصغر من عقل النمله عقولهم عنده، واقل علما منه واقل ادراك بالامور عنه  بل واحيانا لا يتواني عن شتم الاخرين وتحقيرهم ولكن عندما يراد الرد عليه وعندما يراد من المشتوم ان يدافع عن نفسه فان لا احد يستمع الى الاخر ولا احد يسمح بالرد عليه ولا احد يجرؤ على مناقشته او افحامه او حتى مجرد التحاور معه بحجة ان في ذلك اساءة الى الدين.




Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!