رسالة من العتمة (……..)

يسرا البريطانية 2 18-5-2015 - Copy15510.imgcache

رسالة من العتمة (……..) 

كيف يتم تجنيد الفتيات لصفوف داعش؟ كيف يتم استغلال المرأة لتكون رأس الحربة في العمليات السرية على مستوى عالٍ من التقنية التنظيمية لتصبح نقطة ارتكاز في الشبكة العنكبوتية  المقسمة بين العراق وسوريا وتركيا ولندن في العمل السري الذي ربط بين تصفية الجيش العراقي البعثي وإحياء التنظيمات العسكرية السرية؟ من يلوم داعش لو كانت غالبية قادتها من ضباط الجيش العراقي البعثي الذي سرح بلا عمل وبلا رزق بل وتم ملاحقة ضباطه وجنوده على أيدي التنظيمات الشيعية العراقية التي تحكم العراق اليوم؟

المرأة العراقية التي خرجت من وطنها مشردة بعد ان كانت عزيزة النفس وعالية  المقام وشديدة البأس وعفيفة الشرف وتم مطاردتها من قبل عصابات الحكم الفاسد الذي تولى تصفية الإرث البعثي كيف سلبت مكانتها ولوحقت واستغلت بل وتم التنكيل بها ؟ إلا يحق لها البحث عن فردوس حتى لو كان على رؤوس غابة من السهام القاتلة لتنتقم لكرامتها؟

بؤس الحياة العربية وسط بؤر الدمار والخراب الذي خلفته ثورات الربيع العربي، انتزعت من الانسان بقايا انسانيته ورمته في دهاليز مظلمة، مظهرها الخارجي الجنس والدولارات وفنادق الخمس نجوم وسهرات حمراء وصالونات ناعمة في ظاهرها ورماح دامية في داخلها، قاد كل ذلك نحو ملحمة أخرى من ملاحم الموت والحياة في المشهد لعربي الراهن الذي هو نسخة معدلة ومطورة للعصور الوحشية أبان حقبة القرامطة والحشاشين الدمويين في التاريخ العربي الذي يستمد حضوره العصري من تلك الحقب الثورية المظلمة.

هذه خلاصة الحلقة المفقودة في حياة المرأة المنسلخة من عباءة العصر ما قبل الثورات العربية الأخيرة والواقعة في فوهة بركان الضياع المأساوي الذي حول الفتاة الرقيقة الحالمة بجمالها الأنثوي الرقيق بحياة رخاء إلى فتاة مقاتلة في التنظيمات الارهابية مطاردة من المخابرات البريطانية رغم حملها للجنسية البريطانية بعد سنين من عملها الفندقي الذي لم يجلب لها سوى العدم لتفتح حساب بالملايين هو الآخر لم يجلب لها سوى العدم

يسرا هذه يا صديقي العابرة لعواصم العالم المشتعلة بالتوتر والارهاب لم يسلط الضوء عليها سوى كلمات سرية هربت من قاع المدينة العربية السرية لتفضح أمرها العاصمة البريطانية.

شكرا لك لفتح هذه النافذة على عالم يسرا البريطانية

من رسالة لاجئة

(……..)




from WordPress دار لوتس للنشر
via IFTTT

Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!