بعيدا عن العواطف .. ماذا بعد أن سال الدم الخليجي على أرض اليمن

على غرار النزول على النورماندي الفرنسية للقوات البريطانية والأمريكية والفرنسية في المنفى لبداية تحرير فرنسا من الاحتلال النازي، كان الضحايا الذين سقطوا هناك في يومها علامة فارقة سجلها تاريخ الحرب العالمية الثانية، وما زالت مقابر جنود النورماندي مزار لكل الشعوب الغربية لأن تلك المعركة خلدت وجسدت التلاحم الأروبي بل الانساني والحضاري في مواجهة النازية التي أرادت ابتلاع الدول والشعوب من أجل اجل إشباع  أطماعها القومية المريضة، وما أشبه الليلة بالبارجة رغم فارق الزمان والمكان، فالجشع واللعب بالنار الفارسي لا يختلف عن لهو النازية مع فارق الحجم والقومية، فكل هذا الصراع والتوتر والحرب ما هي إلا حرب إيرانية في النهاية على دول مجلس التعاون وشعوبها لإخضاعها للحلم الفارسي باالامبراطورية الصفوية.
وبعيداً عن العواطف والمجاملات في هذا الوقت الذي نقدم فيه العزاء لأسر شهداءنا الذين ضحوا سواء في حرب اليمن وهي بوابة العرب والخليج العربي أو في الساحات الداخلية نتيجة الارهاب الإيراني الذي تنفذه الخلايا والجيوب الايرانية في الداخل كما حدث في البحرين والكويت والسعودية، فإنها في النهاية حرب واحدة على الصلف والغرور والأطماع الإيرانية وهذه الرسالة للجميع، لا تأخذكم العاطفة اليوم في زحمة تكريم شهداءنا الأبرار الذين ضحوا فإن التكريم الحقيقي والتاريخي لهم هو بتحقيق حلمهم بعد وحدة الدم في الوحدة الحقيقية بين دولهم وشعوبهم وهي الفرصة التاريخية التي لن تتكرر وهي مسئولية في عنق القادة ان كان لهم فعلاً دين في أعناقهم لدماء الشهداء الخليجيين الأبرار.

ان نهوض وتقدم أوروبا وقوتها لم تأتي إلا من تلاحم الدول والشعوب إثر الصراع مع النازي، فقبل ذلك كانت التناقضات والخلافات بل والحروب بين تلك الدول واختلاط الدم هو الذي وحد تلك القارة، واليوم أمامنا مسئولية تاريخية إن كنا حقاً مخلصين للدماء الزكية التي سالت على أرض اليمن التي هي كانت أرض النزال الحقيقي بين دول مجلس التعاون والطامع الإيراني الذي قرر خوض حربه على أرض مأرب وتعز تمهيداً لخوض حربه على أر ض الكويت والبحرين والسعودية وقطر والإمارات حتى عُمان للذين ظنوا غير ذلك، من هنا على الجميع مسئولية تاريخية في ألا يركنوا للاسترخاء بعد الشهادة لجنودنا وألا تفتر حماستهم لوحدتنا الخليجية ويعتقدوا أن تحرير اليمن وهو آت لا ريب فيه هي نهاية المعركة، أن انتصارنا في اليمن وهو محقق بإذن الله هي بداية المعركة الحقيقية مع الصلف الإيراني وعقدته في الامبراطورية الفارسية التي لن ترى النور بفضل وحدة دولنا وشعوبنا. 

Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!