ابراهيم شريف ضاع بين الثورة والتسامح
ابراهيم
شريف ضاع بين الثورة والتسامح
عندما لا
تتعلم قيادات الجمعيات المؤزمة كالوفاق وأتباعها من تجارب الماضي ومن ضربات السلطة
ومن رفض المجتمع لهم ومن نبذ الناس لسلوكهم ومن فقدانهم قواعدهم وشعبيتهم ومن
انحسارهم الإعلامي الداخلي والخارجي، عندما لا يتعلمون من ذلك فلا فائدة من هذا
الجدار الاسمنتي الحديدي المسلح، فلا رجاء معهم، ويبقى المضي قدماً بدونهم منذ
الآن وحتى المستقبل البعيد.
بالأمس طالب على سلمان باسقاط النظام
وحلم بكرسي الحكم ووقف معه بضعة أفراد مثله حالمون بكرسي الحكم من أمثال ابراهيم
شريف واليوم تغيرت اللهجة والمواقف وطلع من يتحدث عن المصالحة والحل السياسي ولكن
الحقيقة تبقى أن من يغير لهجته لا يخدعنا فالثابت أن البحرين بقيت على ما هي عليه
ثابتة وذهبت الريح بمن أراد لها الزوال لا قدر الله. فحتى الآن يسمي ابراهيم شريف
جريمة الانقلاب على النظام في الدوار ثورة ثم يتحدث عن مد الجسور مع المكون
الثاني، اذن مازال في مرحلة البيات ولم يشغل عقله بالتأمل طوال فترة سجنه، والمضحط
البمبكي في الأمر أن يتحدث عن التسامح ويقول سامحتهم مجتراً عبارة نيسلون مانديلا
.. ولكن فرق بين الثرى والثريا.
يفسر الكثيرون تصريحات يفسر البعض
الحل السياسي والمصالحة الوطنية الأخيرة بأنها تمثل تبرئة ذمة من تهمة شعار إسقاط
النظام بل وتخلصه من هذا الإرث الذي يرى فيه من خلال مراجعاته في السجن بأنها
المراجعة العقلانية من وجهة نظره حينما لاحت له الكارثة التي أدت بتزعزع وتفكك حلف
الوفاق وانتهاء حلم إسقاط النظام، فكان لابد له من العودة السياسية أو الانسحاب من
المشهد السياسي نهائياً ومن ثم التقاعد بصفته مسئولاً عن ما آلت اليه حال جمعيته
السياسة نتيجة الانقياد الأعمى لحلم الوفاق باسقاط النظام، وبما أنه قرر الا ينسحب
ويتحمل مسئولية الاخفاق الذي آلت اليه الأمور فقد عاد الى الساحة بصورة مباغته
وسريعة ليكسب الوقت بأن أعلن عن مد الجسور بينه وبين الدولة والقوى السياسية
الأخرى من دون بالطبع ان يقطع الجسور مع الحلفاء من الجمعيات الأخرى وعلى رأسها
الوفاق رغم قناعته بأنه لا يستطيع أن يمسك برمانتين في يد واحدة.
قرار العودة للساحة السياسة لأنها
كانت سريعة ومن دون قراءة للخارج بعد أربع سنوات في الداخل لم تعطيه رؤية واضحة
لوضع القوى الأخرى التي تضررت من محاولة الانقلاب الفاشلة التي كان قبل اربع سنوات
هو ذاته أحد رموز شعار اسقاط النظام يأتي في هذه الساعة وينظر للحل السياسي بل
ويقود محاولة مد الجسور فثمة معنى في ذلك التحول السريع المريع سوف تكشف عنه
الايام القادمة خاصة وان هذه الدعوة لمد الجسور مع الاستمرار بالانقياد الأعمى
للوفاق منذ العام 2011 وما تلا ذلك من تداعيات.. والعودة الحالية لمد الجسور مع
الطرف المتضرر من دون أن يقطع الجسور مع الطرف المتسبب في الضرر تضعهم جميعا في
مأزق واحد.
Comments
Post a Comment