الأمم بخير ما دام فيها رجال احمد جمعة

نقطة أول السطر
الأمم بخير ما دام فيها رجال
احمد جمعة
الاحد

كشف الخلايا الارهابية صار أمر روتيني يمر في الأخبار ولا كأن مصير بلد مرتبط بهذه الخلايا، وفي الوقت ذاته هناك من يفكر في تخزين اللحوم منذ الآن لرمضان!!
ضمن قوانين الغابة وقواعد الدفاع عن النفس هناك سباق يجري منذ الصباح الباكر في الغابة عندما تشرق الشمس على قاعدتين أولهما أن الأسد يبدأ نهاره بمحاولة كسب سباق الجري مع الغزال حتى لا يموت من الجوع فيما الغزال يحاول كسب السباق حتى  لا يموت في فم الأسد وهذه هي قوانين لعبة الأمم للذين زودهم الله بالعقل ولا يستخدمونه.. لطالما اتخذت من قانون الغاب هذا حكمة ارددها في يومي عشرات المرات حتى لا افقد البوصلة التي تجعلني متيقظا لما يجري بل وهي نافذة تجعل من يتخذها قادراً على التوازن في مجتمع ينحدر نحو الانفلات العقلي.
كشفت المحنة التي مررنا بها عن كل العورات فينا وفضحت كذبنا ونفاقنا وجبننا وأظهرت نفاق بعضنا وتلونه وتآمر بعضنا من وراء ظهور البعض حباً في السيطرة والاستملاك والقفز على الآخرين من أجل مصالح صغيرة تافهة وضيقة لدرجة ان البعض صار يواجه الآخرين في الظلام ومن وراء ظهورهم ويجبن عن المواجهة وجهاً لوجه ورمي الحقيقة في وجه الآخر وهذا منتهى الجبن ، فصارت تدار الحروب والمؤامرات بالوكالة من خلال تبرع البعض بالقيام بالأعمال القذرة عن البعض او من خلال الهروب من المواجهة بالقاء تبعة المؤامرة على أطراف أخرى تتحمل النتيجة نيابة عن رأس المؤامرة، لهذا الحد وصل للأسف الانسان البحريني بعد المحنة التي بدلاً من ان تقويه وتثبت إرادته جعلته منافقاً وزاحفاً خدمة لمصالح ضيقة هشة من غير مراعاة للإرث الإنساني والفكري فأصبح البعض منا خدماً للمؤامرة على الآخرين وهنا لا اقصد بالطبع عالم الساسة وحده، بل أمتد الأمر الى عالم الأعمال والصداقات والطعن والتآمر في الظلام ولا كأن الوضع الاقليمي على كف عفريت.
ان التغيير الذي طرأ على الانسان البحريني والحالة النفسية التي تولدت لدى البعض وجعلت منهم يلعبون لعبة السياسة وقذارتها على مستوى الحياة العامة وفي العلاقات الشخصية هو نوع من المرض امتد الى المجتمع وجعل البعض بصرف النظر عن مستوياتهم سواء كانوا وزراء او نواب او رؤساء مجالس إدارة او رؤساء ووكلاء حتى ادني مستوى جعل منهم يمتهنون الكذب واللف والدوران والحسد والتآمر من وراء الظهر وكل لون من الوان النفاق والكذب وأكثرها انتشاراً عدم المواجهة في الوجه وإنما التآمر من خلف الآخرين وقيل قديما والعهدة على الراوي ان هذه العادة كانت تميز النساء من قبل ولكني اليوم اعتبرها صناعة رجالية بامتياز للأسف الشديد.
اليوم ونتيجة لما نمر به في هذا الوطن، نحن بحاجة لرجال وليس لأنصاف، بحاجة لمن يواجه ويتحدى بوجه مكشوف وليس متوارياً وراء وجه آخر ، اليوم بحاجة لمن يرفع قبضته في الوجه وقول الحق وليس لمن يقول الكلمة من وراء الستار، واذا ما وجه بما قال توارى خلف الآخرين وألقى باللوم على غيره وهو منتهى الجبن.
من هنا خيارنا محدود وينحصر في الأمن والاستقرار والتنمية حتى لا نغرق في شر أعمالنا، ان أمة تغرق هي أمة لا يوجد بها من يملك الشجاعة لقول كلمة الحق وما أكثر اليوم من لا يملك الشجاعة للمواجهة فيكتفي بسوق الآخرين وكالة عنه للتآمر،هذا حتى على المستوى الشخصي في تعاملاتنا اليومية.
هناك اليوم من لا يريد الازدهار والخير للبحرين وهو بحريني للأسف الشديد، هكذا يبدو على الأقل من خلال جواز السفر البحريني، حتى لو ضُربت المكاسب والمنجزات التي تحققت عبر السنين الماضية هؤلاء لا يريدون ذلك للبحرين حتى لو كانت نتائج الخير ستعود عليهم وعلى أبناءهم، من هنا كما قلت فهمنا نصف ما يجري وسنفهم النصف الآخر ان فتحنا عقولنا واذهاننا جيداً ولن تعمينا المصالح الضيقة التي تأتي على حساب البلد، ان نقل الحقائق مقلوبة، وتزيف الكلام لم تعد لعبة هذه الزمرة مقبولة بعد ان فضحها كثير من المواطنين الذين يميزون بين الانجازات والشعارات، هؤلاء لعبوا دوراً في دفع البحرين في الماضي نحو الهاوية وبعدما تجاوزنا ما حدث عاد هؤلاء للظهور مرة أخرى في بداية حلقة جديدة لدفعنا نحو الهاوية مرة أخرى.






Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!