العوامية نموذجا للخلايا المتحركة

العوامية نموذجا للخلايا المتحركة


كلما تعقد الوضع الاقليمي وانتعشت الحروب والتحديات في المنطقة كلما فرض علينا ذلك التنبه للوضع الداخلي والجبهة الداخلية، الاستقرار الأمني النسبي والتراجع في حجم العنف لا يعني أن ننام في العسل ونطمئن الى ان الطابور الخامس يأس واستسلم فهذه الحالة هي التي أخشاها وأخاف منها وآمل الا تكون غائبة على المسئولين الذين يعتقدون ان وقف الزحف الايراني في اليمن قد أضعف الطوابير الخامسة في المنطقة فها قد رأيتم قبل يومين كيف تحرك الطابور الخامس في العوامية بالمملكة العربية السعودية فقد أوعزت ايران لخلاياها في المنطقة ولبنان والعراق وسوريا بالتحفز وانتظار الإشارة من وسطاء الحرس الجمهوري ومن هنا لا يجب ان نرتاح ونغفل لحظة كلما رأينا تحسناً نسبياً في تحرك هذه الخلايا فأنا أكثر ما يثيرني هو الهدوء النسبي الذي لا يعني انتهاء الارهاب أو تقلصه أو تراجعه بل لابد من اجتثاثه من جذوره، والجذور موجودة والخلايا بعضها نائمة وبعضها تتحرك وبعضها تنتظر الإشارة.
لاحظوا صمت عيسى قاسم النسبي وتراجعه واختبائه ما الذي يعنيه، لاحظوا صمت الوفاق واتباعها من الجمعيات الاخرى هل هو اليأس أم انتظار التداعيات الاقليمية ونتائجها وبالمقابل انظروا الى النشاط المحموم في الخارج وخاصة في لندن من قبل الهاربين واللاجئين والمخربين المقيمين هناك وفي بيروت وتفحصوا تحركاتهم هل تدل على أنهم في حالة يأس أم انتظار ام تربص، كل هذه التداعيات لابد ان تكون ورادة في ذهن القيادة والمسئولين والمواطنين سواء في البحرين أو في دول المنطقة، فما نتعرض له اليوم من تحديات تشملنا جميعاً وقد رأيتم قبل يومين تحرك خلاياهم في العوامية والكويت الله يحفظها تغص بهم والبحرين هناك التجربة التي مرت بنا في 2011 والكثير من الشواهد التي تثبت بالعين المجردة طبيعة العدو وهو ينقسم لقسمين قسم خارجي يمكن السيطرة عليه واحتوائه وقسم داخلي متمثل في الطابور الخامس ولا يمكن التنبؤ بما يخبئه سواء من ادوات ووسائل أو نية مبيتة للارهاب والتخريب وللعلم أيضاً التخريب لا يقتصر على أعمال العنف والحرق بل الاختراقات لمواقع حساسة من خلال تسلل رؤوس الفتنة إليها وتفجير الوضع من الداخل بتجسس وتسريب الأسرار وهناك مواقع كثيرة يعمل بها هؤلاء منها على سبيل المثال مستشفيات خاصة ووكالات تجارية ومعاهد تدريب وصحف ونشرات وحتى دوائر حكومية تعشش فيها رؤوس الفتنة وتتحين الفرصة لتكرار التجربة وللأسف الشديد الدولة نفسها هي من وضعت مثل هؤلاء في هذه المواقع ولا نفهم الحكمة من هذه السياسة.

Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!