اعلام السلحفاة
اعلام السلحفاة
عالم الصحافة والاعلام، عالم خيالي بلغ حد
التعقيد من حيث الوسائل والأدوات والأساليب التي وصلت حد الجنون في العالم وعندما
نلقي نظرة خاطفة من حولنا على الصحافة والقنوات الفضائية ووسائل الاتصال المختلفة
لا يمكن التفكير بعدها بأن المعلومات التي تردنا ليست الا تلك التي يرغب اصحاب هذه
الوسائل في وصولها الينا بصرف النظر عن طبيعتها فمن يملك اليوم وسيلة اعلامية يملك
التحكم بالرأي العام بل وتشكيله وتوجيهه وبعدها يتم صنع القرارات من خلال هذا
التوجيه الموجه أساساً بحسب مصلحة أصحاب وسائل الاعلام هذه.
للأسف الشديد وسائلنا اليوم نحن في المنطقة
والبحرين خاصة ما زالت تتحرك في دائرة حقبة السبعينات من القرن الماضي حينما كانت
هناك جريدة الأضواء ومجلة صدى الاسبوع ومعها بعض النشرات التي كانت تسمى مجلات
والعقلية التي تدار بها تلك الوسائل ما زالت هي العقلية التقليدية التي ترى الخبر
والمعلومة والصورة كما ينقلها المحرر من غير أن يقرأ فيها ما وراء السطور ولهذا
نجد وسائل الاعلام والصحافة الخارجية تتلاعب بنا وتقودنا وتوجه نظرتنا للجانب الذي
تريده والا كيف نفسر اليوم عملية تحرير اليمن من طغمة الحوثي وهي عملية هائلة
وضخمة وغيرت الموازيين في المنطقة لا نجد وسيلة اعلامية تستوعب هذا الحدث التاريخي
وتعطيه حقه في التغطية والتحليل والتوثيق بما يخدم أهدافنا فلو أن أمريكا أو فرنسا
او حتى ايران التعيسة قامت بمثل هذه العملية الجراحية العسكرية تجاه وضع اقليمي
متأزم لوجدنا الصحافة والقنوات الفضائية التابعة لهذه الدول قادت موجات متتالية من
التغطيات الإعلامية يفوق التصور، بل تخيلوا صحافة ايران والتابعة لها في المنطقة
والقنوات الفضائية كالعالم والمنار واهل البيت واهل الدار ومن لف لفهم ماذا صنعوا
وكيف استثمروا هذه العملية، في الوقت الذي يغط أصحابنا من ملاك وسائل الاعلام
والصحافة في العسل ولم يمنحوا تلك العملية ما تستحقه من الترويج والمتابعة.
Comments
Post a Comment