البوكر الانكليزية – كيف تبدو من الخارج؟
البوكر الانكليزية – كيف تبدو من الخارج؟
سبع سنوات فقط تبقت على الجائزة البريطانية الأكثر أهمية والإثارة للجدل، لكي تبلغ يوبيلها الذهبي وتدخل إلى عالم الجوائز الكلاسيكية الأدبية العالمية
إنها جائزة المان بوكر،
بهذا المعنى، فالجائزة إذ تُمنح لكاتبها بالانكليزية، أي أن تكون أصلاً مكتوبة بالانكليزية وجرى نشرها باللغة ذاتها في دار نشر في إحدى الدول الناطقة بالانكليزية، فإنها أيضاً تُمنح للناشر الذي يستفيد من هذا الفوز بازدياد مدوّخ في أرقام المبيعات، حتى بصرف النظر عن القيمة الفنية للجائزة.
وشيئاً فشيئاً، وربما بسبب رواج الرواية بين القراء بالانكليزية أكثر من سواها من أشكال الأدب والفنون الأخرى، فقد أصبحت المان بوكر محط اهتمام الروائي والناشر معاً، خاصة في الدول الناطقة بالانكليزية بدءاً من كندا في أقصى الشمال إلى أستراليا ونيوزلندا مروراً بالكومنولث كله ودوله التي كانت تتبع التاج البريطاني يوماً ما، ذلك التاج الذي أورثها لغته الأم فصارت أماً للآخرين أيضاً.
إن فتح باب التنافس إلى هذا القوس الواسع من البلدان والكتّاب والناشرين قد خلق نوعاً من العالمية للجائزة، إنما بسبب ظروف تتعلق بالتمويل والنشر وأمور أخرى متعلقة بصناعة النشر كانت الجائزة تأخذ مسميات مختلفة إلى أن استقرت على عنوانها النهائي: «المان بوكر» وأصبحت لها تقاليد راسخة في التعامل مع المنتج الروائي بالانكليزية على مستوى العالم.
غير أن اللافت بالنسبة لهذه الجائزة أمران يتعلق الأول منهما بلجنة التحكيم، إذ من غير الممكن أن يكون العضو فيها غير بريطاني، ومع ذلك فهي شديدة التنوع إلى حدّ الغرابة أحياناً، إذ فضلاً عن نقاد وأكاديميين متخصصين في الأدب عموماً أو الرواية تحديداً وصحفيين من الحقل الصحفي الثقافي في إحدى الصحف البريطانية المعروفة، فإنها قد تضم أعضاء أو يرأسها شخص ما يمارس الكتابة، كالمذكرات أو اليوميات أو أدب الرحلات والجاسوسية مثلما حدث قبل سنوات عندما تولت رئيسة إحدى أجهزة الجاسوسية البريطانية المتخصصة لجنة التحكيم بعد تقاعدها وتفرغها لكتابة مذكراتها الشخصية ثم انتقالها لكتابة أدب المغامرات أو الجاسوسية، أو أن يكون العضو قادماً من حقل بعيد عن أي من الحقول الأدبية على الإطلاق، مثلما حدث هذا العام إذ تضم اللجنة ممثلاً.
وهذا التنوع يثير الجدل كلما اقترب موعد الإعلان عن ا لجائزة، إذ كيف يكون لخمسة من المحكمين قراءة هذا العدد الكبير من الروايات وتصفيتها إلى القائمة الطويلة في البدء، حيث تشترط الجائزة أن تكون الرواية التي تدخل إلى سباق المنافسة من إصدار هذه السنة مثلاً أو السنة التي سبقتها، ثم تصفية القائمة الطويلة التي تزيد عن المئة رواية بلغ عددها لهذه السنة المئة وواحد وخمسين عملاً روائياً إلى ست روايات سوف تنحبس أنفاس مؤلفيها وناشريها والمنحازين إليها من القراء لأسباب شتى إلى أن يحين الخامس عشر من شهر تشرين الأول.
هذا الأمر جعلها دائما محط نقد ومساءلة، مع ذلك استمرت الجائزة وما زالت مستمرة بل أعلنت إدارتها عن جائزة دولية بالاسم نفسه تمنح مرة كل عامين لرواية منشورة بالانكليزية سواء أكانت مترجمة أم لا، وتمنح عادة مطلع كل عام مع انعقاد معرض دولي للكتاب في أستراليا. يبدو أن لكل جائزة إشكالياتها الخاصة بها مع ذلك فهي تستمر، وفضيلة استمرار أي جائزة من هذا النوع أنها تجعل جمهور القراء على صلة دائمة بمتابعة المنتج الروائي، أو بالأساس دعم صناعة النشر وتوفير نوع من الديمومة لهذا الدعم، بعيدا عن رأي النقاد وكتّاب عروض الكتب في الصحف المرموقة ومقالاتهم المساندة للنتائج أو المختلفة معها، بل إنها تغذى من هذا الجدل بشكل من الأشكال فتنتشر شهرتها على نحو أوسع مثلما هي حال المان بوكر البريطانية.
في أي حال، وبالنسبة للجنة التحكيم، لهذا العام، فهي تضم إلى جانب روبرت ماكفارلين رئيساً وهو كاتب وأكاديمي من مواليد 1976، وربما يكون الأصغر سناً بين رؤساء لجان التحكيم في الجائزة طيلة تاريخها، تضم لجنة التحكيم لهذا العام: كاتب المذكرات واليوميات روبرت دوغلاس، والمحررة وكاتبة المقالة في اليومية البريطانية «الاندبندنت» ناتالي هينيز، والإذاعية في راديو البي بي سي مارثا كيرني، والناقد وكاتب عروض الكتب في المجال غير الأدبي ستيوارت كيلي، فضلاً عن وجود نسبة من التحكيم تمنح لجمهور القراء لتصويت عبر الموقع الإلكتروني للجائزة، لكنها معنوية وغير مؤثرة في قرارات لجنة التحكيم عادة.
from WordPress دار لوتس للنشر
via IFTTT
Comments
Post a Comment