أخيرا أكلت أمريكا أولادها




أخيرا أكلت أمريكا أولادها

احمد جمعة

الى ماذا تخطط أمريكا الآن بعد فشل إسلامها السياسي الشيعي والسني، ولاية الفقيه في العراق والاخوان في مصر؟
وماذا تتوجس ودفعها لإجراء الحذر بغلق سفاراتها في بعض الدول؟ ماذا اشتمت ووصلها من معلومات؟
أمريكا باعت الاخوان المسلمين وانتهى الأمر ولابد من الاعتراف بأن الدعم الذي أولته الإدارة الأوبامية منذ ربيع الدم لهذه التيرات قد انتهي، ونهاية هذا الربيع تبدو واضحة للعيان فيما يجري اليوم في ليبيا وتونس وحتى تركيا التي كانت منذ سنوات على خطى الاخوان ولكن بنهكة أوروبية بعيدة عن الطابع العربي المتسرع والمغامر فبعد حل أكثر من حزب اسلامي في تركيا تعلم اردوغان ورفاقه هناك بان العزلة والتخندق الديني والمغامرة الاسلامية، لابد لها من قناع حضاري حتى تعيش وهذا ما لم يستوعبه الاخوان المسلمين في تونس ومصر حيث تسرعوا باحتكار السلطة وتوزيعها أنفسهم فجنوا في النهاية تلك النتيجة الدامية التي يبدو أنها وضعت حدا للربيع وحولته الى خريف عارم بالفوضى وهنا فتحت أمريكا عينها على مفاجأة شكلت لها صدمة، أدمت سياستها الخرقاء في المنطقة فبدأت كالعادة تتخبط وسط تراجعات ومراجعات لمشروعها الفوضوي الذي من خلاله وضعت بيضها كله في سلة الاسلاميين حتى صحت مؤخراً على واقع الصدمة في مصر فبدأت بالانسحاب من المراهنة على التيارات الاسلامية وهذا سينطبق أوتوماتيكياً على الوفاق في البحرين باعتبارها تيار ديني متطرف خسر الساحة التي وفرتها لها الماكينة اللوجستية الأمريكية.
لماذا وصلنا الى هذه النتيجة؟
منذ سنوات وخلال صعود التيارات الإسلامية السياسية وخاصة التيارات الشيعية وتيار الاخوان راهنت الإدارة الأمريكية على هذه التيارات معتقدة بأنها سوف تستلم السلطات في بعض الدول وأنها ستحكم مستقلة شعبيتها في بعض الشوارع العربية، من هنا سارعت الاستخبارات والمعاهد الدولية والمنظمات الدولية التي تعمل متخفية تحت غطاء حقوقي واعلامي وغيرها الى دعم هذه التيارات، وقد كانت لنا تجربة مرة هنا في البحرين من خلال دور السفارة الأمريكية ومعهد ال NDI الذي اشرف على تدريب الوفاق وإعدادها لليوم الموعود وهكذا كانت أمريكا قد قررت الاعتماد على وعود كاذبة ألهمتها إياها المؤشرات الخادعة والمعلومات الناقصة المستمدة أصلاً من نفس التيارات الدينية المتطرفة الى ان فوجئت من خلال ما جرى في مصر وتونس حيث أفرغت حركة الاخوان من زخمها الإعلامي والشعبي وان ظلت هناك بقية لم تصل بعد للخسارة النهاية ولكنها في مصر على الأقل قد انتهت الى القبر؟
لماذا لم يستفد الاخوان من التجارب التاريخية؟ ولماذا التسرع بالتهام السلطة عن بقية حلفائهم الذين أوصلوهم؟
أمريكا أيضاً السبب، حيث صورت لهم دعهما السياسي كاملاً ووضعت كما قلت رهانها كله عليهم الى أن انتهى الزخم فبدأت ببيع حصتهم في مشروع التغيير الذي ترعاه، والسؤال الآن الى من ستذهب أمريكا بعد ان خسرت التيارات الدينية؟
لم تتعلم هذه الحركات وعلى رأسها الوفاق في البحرين وتوابعها بأن أمريكا لا تريد المصلحة لها ولا رغبة في نشر الديمقراطية كما تدعي وإنما تريد استخدامها وقود للفوضى التي تبني أمريكا مشروعها التخريبي على أنقاض الاستقرار والأمن والسلام الأهلي للدول، ولو تمعنا في المشهد العربي سنجد ان ديمقراطية التيارات الاسلامية المتطرفة لا تختلف في الممارسة عن الانتحاريين المتشددين، فهؤلاء يريدون دخول الجنة بالموت، وهؤلاء يريدون جنة الدنيا وهي السلطة والنفوذ لهم حين يستولون عليها، فلا تصدق حزباً اسلاميا عربياً يصل السلطة بالديمقراطية ويسمح لغيره بالسلطة ذاتها حتى لو بعد مليون ديمقراطية مماثلة، فمن توصله الديمقراطية للحكم في عالمنا العربي يصبح وريثاً شرعياً للحكم ولا تصدق بعدها أن يتنازل حتى لو بعد مئة فوز للآخر.. ولكم في دكتاتورية المالكي بالعراق مثالاً في حكم الديمقراطية.. مسكين أنت يا من تصدق ان الفوز في العالم العربي بالحكم من شأنه ان يحررك من قيود الماضي.
الوقت قد يبدو انه لم ينتهي بالنسبة للتيارات المتشددة وبالتالي ستكشف الأيام القادمة وخاصة في الدول التي اكتوت بالفوضى الأمريكية ان هناك مؤشر على واضح بأن خريف التيارات الدينية المتطرفة  قد بدأ ولن ينتهي الا الى ربيع حقيقي تعود فيه الأوضاع الى طبيعتها في الاستقرار والأمن والتنمية 










Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!