في الطريق الى دولة الخلافة !!



في الطريق الى دولة الخلافة !!

احمد جمعة

بعض الدول تزايد على رجال الدين في التشدد الذي تبديه هذه الحكومات وهي تحاول كسب ود المتشددين في الوقت الذي تشكو فيه اطراف في السلطة من تزايد نفوذ الدين السياسي الذي لم يعد يخفي أجندته في الدولة اقامة الخلافة الاسلامية  التي تقود ولاشك في النهاية الى تحريم السينما والتلفزيون وتعليم الفتيات وعمل النساء في الوظائف ولا تشكوا ايها القراء في هذه الاجندة التي يخفيها اصحاب الدعوة الى الدولة الدينية فهم في البداية يغازلون الحكومات ويبدون الولاء ومن ثم عندما يتمكنون من حشد الشوارع ينقلبون على هذه الدولة، وعلينا ان نثق تمام الثقة في ان الاسلام السياسي لم يعد يؤمن بالدين كدين بل هو سياسة تقوم على قضم الدولة المدنية بالاجزاء حيث يتسللون الى المراكز الحساسة وغير الحساسة ويستقطبون المسئولين ويعكفون على تنظيم صفوفهم داخل مؤسسات الدولة لليوم الموعود الذي يقفزون فيه على السلطة، هذا هو باختصار الهدف النهائي للاسلام السياسي ألخصه في هذه السطور المعدودة.
هل يعقل بعد كل ما مرت به الدول العربية من تجارب مريرة مع تيارات وتنظيمات الاخوان والسلف والوهابيين والطالبانيين والحوثيين وداعش والظواهريين وغيرهم الا تتعض مما يدور حولها؟ وهل لديها شك في ان الذين يبدون اليوم إيمانهم بالديمقراطية ويشاركون في الانتخابات ويدخلون البرلمانات ويحتلون المناصب الحكومية ولكنهم عندما يتحدثون الى بعضهم البعض يسخرون من الديمقراطية ومن يلعب بها وهم مستعدون للانقلاب عليها بعد اربع وعشرين ساعة اذا ما توفرت لهم الظروف الموضوعية وقد حدث ذلك من قبل في كل من الجزائر والسودان ورأينا نتيجة ذلك وتداعيات الديمقراطية التي انجبتهم ومن ثم انقلبوا عليها.
كل هذا الارث الدموي وهذا الحراك من الفوضى الذي يعم الدول العربية لم تتعلم بعد الحكومات مما يجري اليوم في الساحة السياسة العربية واليكم هذا النموذج من دولة عربية كبرى.
" رجل محترم فى منتصف الأربعينات من العمر ألقت الشرطة القبض عليه بشكل مهين، وحررت محضر جنحة له، واحتجزته بالقسم، أما الذنب الذى ارتكبه "كنت واقف بشترى كيس عصير لعيالى عشان الفطار".. هذا ما حدث مع أحمد مصطفى، أحد مواطنى محافظة أسوان يوم من أيام رمضان، والعشرات غيره، فى إطار الحملة "الغريبة" التى تشنها هذه الأيام، وزارة
لا تستهدف الحملة، التى أسفرت عن اعتقال 155 مواطناً، ملاحقة من "يشترى عصيراً".. ولكن "المجاهرين بالإفطار فى نهار رمضان". وهى تجوب الشوارع والميادين الرئيسية بأسوان، خلال فترة ما قبل الإفطار، بحثا عن "الفاطرين" ومن يتم ضبطه متلبساً بتناول الطعام أو الشراب، يتم اعتقاله على الفور
. الحملة أثارت بشدة استياء القانونيين والحقوقيين، حيث انتقد المحامى جمال عيد مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان، تلك الحملة مؤكداً على أنها غير قانونية ووصف ما تفعله الداخلية بأنه "مزايدة من الحكومة على الدولة الدينية، كما اعتبره دليلاً على التشدد الدينى الذى أصاب بعض رجال الشرطة".
وقال عيد، إن إجراءات القبض على المواطنين بتهمة "الإفطار" لا يوجد ما تستمد شرعيتها القانونية منه. وأضاف "يحق لأى مواطن أن يفطر أو يصوم رمضان، وحتى مراعاة شعور الآخرين أمراً يعود له فقط ولا يحق لأحد أن يفرض ذلك عليه.
وكشف عيد عن أن هذه الحملة ليست الأولى من نوعها وكانت هناك محاولات لتطبيقها منذ عامين ، لكن تم التراجع عنها، بعد إلقاء القبض على عدد من المواطنين، لأنها غير قانونية، معتبراً صمت قيادات وزارة الداخلية على ممارسات ضباطها "تواطؤاً وموافقة ضمنية على ذلك التصرف غير القانونى " 
هذه صورة من مشهد عام في دولة عربية ، ما الذي تعكسه هذه الصورة؟
مزايدة لا حدود لها على السياسية التي تنتهجها الدولة، فهي في الوقت الذي تدعي فيه انها دولة عربية مدنية ، فانها تمارس دور الشرطي الديني الطالباني ومع ذلك يأتي الوقت الذي تقع فيه هذه الدولة وغيرها في فخ الارهاب.
هل مازال حتى الآن من شك في طبيعة العلاقة بين الدولة العربية المدنية والممارسة الاسلامية السياسية ؟


Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!