لماذا فشل البحرينيون؟!ا

  مقدمة لابد منها
كتب هذا المقال اثناء المحنة  وعكس حالة المغيبين ممن تصورا الثورات فوتو كوبي المقال هنا قديم ومن وجهة نختلف معها ولكنها تعكس غباء وحمق ما يسمى بالمعارضة علماً بأن المصريون غيروا الوضع وأصبحوا في صف البحرين اليوم بدرجة ممتازة.
لماذا فشل البحرينيون؟!ا
الجريدة الكويتية
 2011 الثلائاء 22 مارس  
محمد نايف العنزي

نجح التونسيون والمصريون في تحقيق ما أرادوا، وفشل البحرينيون
 لأسباب ثلاثة:
أولها، افتقاد قادة يسمى بالمعارضة البحرينية للدهاء السياسي وعدم القدرة على ضبط النفس والانجراف بسهولة نحو استخدام العنف، ولأن معظم المتظاهرين من الشباب القليلي الوعي والتجربة، فقد سيطر عليهم الغضب منذ سقوط أول متوفي برصاص الحكومة وهو أمر توافر في المتظاهرين المصريين، حيث صمدوا أمام كل محاولات الاستفزاز ولم ينجرفوا نحو العنف، حيث بقوا في ميدانهم صامدين دون أن يلجؤوا إلى احتلال المستشفيات أو سد الطرق أو مهاجمة السيارات كما فعل بعض المتظاهرين في البحرين، الأمر الذي جعل العالم كله يشكك في سلمية المظاهرات، وغير نظرة المتعاطفين معهم.

السبب الثاني، هو أن حب المصريين والتونسيين لبلدهم طغى على كل حب، وشاهدنا في مصر على وجه الخصوص كيف توحد الريفي مع القاهري مع الإسكندراني، والمسلم مع المسيحي والسنّي مع الشيعي في مطالبات كانت محددة وواضحة رددها الجميع بصوت واحد، عكس ما حدث في البحرين، إذ سرعان ما اختلطت الأصوات وتفرق الجمع بين شيعي يرفع صوراً لرموز دينية خارجية بطريقة ساذجة أضرت بهم، وسنّي متشكك ومتخوف من تغيير بدا له أن لأطراف خارجية يداً فيه، وهو ما استفاد منه الإعلام الحكومي ولعب على وتره لينجح من خلاله في تفريق المتظاهرين روحاً وجسداً، وهكذا، صار الخوف على مصير الطائفة أكثر من الرغبة في الإصلاحات السياسية التي هي في مصلحة الجميع.

السبب الثالث،والأبرز هو المطالبة بإسقاط النظام في البحرين، في محاولة لتقليد ثورتي تونس ومصر، وهو خطأ شنيع لأن من طالب به لم يدرك الفارق الشاسع بين الحالتين، فالبحرين جزء من منظومة سياسية لن تقبل بهذا أبداً، وهذه المنظومة السياسية من أقوى حلفاء الولايات المتحدة التي لن تؤيد أي تغيير سياسي في هذه المنطقة خشية تكرار ما حدث في العراق من فوضى سياسية وطائفية مقيتة،
وحيث جنت إيران ثمار ما قام به الأميركيون وتحول العراق إلى دولة شيعية شبه تابعة لإيران، ولذلك، كان الخطأ بالمطالبة بإسقاط النظام ضربة قاصمة لهم رغم أنه كان مطلب القلة الغاضبة فقط، لكن أصوات هذه القلة تم تضخيمها واستغلالها إعلامياً بشكل خدم النظام وكفل له التعاطف والمساندة داخلياً وخارجياً.
 للثورات رجالها الحكماء والعقلاء الذين يقودونها بحنكة ودهاء، يتعاملون مع ظروفها كما ينبغي، مدركين طبيعة الأوضاع من حولهم، وهو ما افتقده البحرينيون بشدة رغم مطالبهم المستحقة في العدالة والحرية والمشاركة في اتخاذ القرار،
لكن... ليس بالحماس وحده يصنع التغيير
(مر على المقال وقت طويل وأصبحت النتائج اليوم مختلفة ولكنها وجهة جديرة بالتحليل)


Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!