الجميع في القفص واللعبة تكبر
كلكم في القفص..!
احمد جمعة
شخصية لا لون لها سوى ما تظهره المرآة وليس
كل ما تعكسه المرآة هو الواقع، يتحرك ويجتمع ويتوسط ويذهب للشمال ثم لليمين يأتي
من الوفاق ويذهب للجوكر ثم يخرج من هناك الى حلال العقد ومن هناك الى المجالس ذات
الخمس نجوم ويعرج على السفارة ثم الى العمارة ومن هناك يأتي بالتخريجات السطحية
التي يظن أنها جوهر اللعبة.
أما اللعبة الكبرى أيها السادة والسيدات فهي
أكبر من المنطقة برمتها وقد دخلت مطبخ الكبار وما أدراك ما الكبار..ويبدو ان الغرب
في القفص والمنطقة في القفص وداعش في القفص والحوثيين في القفص ..الجميع في القفص.
ما
هي التداعيات لسقوط اليمن ودخول ايران لعبة الاستحواذ بعد لبنان والعراق وسوريا؟ وما
هي التداعيات الأخرى في حال ما سقط النظام في سوريا؟ ثم ما هو المتوقع من نتائج
إذا ما غرق لبنان في دوامة جديدة من
الفوضى والعنف كما يبدو من الاحتمالات المتواردة من هناك؟ وأخيراً وليس آخراً ما
شكل المنطقة العربية في ظل الإرهاصات الراهنة المتوقعة في ضوء الحسابات السرية
والعلنية المتداولة بين القوى الاقليمية والدولية وهي تسعى بإيقاع سريع لترتيب
الفوضى القادمة فيما يتعلق بالملفات المطروحة في الدوائر الكبرى من أجل وضع القطع
الجديدة في الرقعة القديمة للشرق الاوسط؟
هذه الأوضاع والقراءة للاحتمالات المتواترة
من كافة القنوات الأقليمية والدولية تمثل ذروة اللعبة والمبهورين يتحركون هذه
الأيام مثل الدمى في مغامرة أكبر منهم وأكبر حتى ممن يحركهم ظناً منهم أنهم
منتفعين سياسياً ومادياً ومركزاً من هذه اللعبة التي انخرطوا فيها من غير إدراك ان
اللعبة لم تعد لعبة وفاق وأعمال عنف داخلية ولا لعبة برلمانية يتلهى بها بعض
النواب ولا لعبة جمعيات سياسية تتلهى بتصريحات غبية، اللعبة يا سادة يا كرام لعبة
اقليمية دولية أريد للبحرين أن تكون محورها اذا ما خانت الحنكة أصحاب القرار وإذا
ما انزلق من يقودون البلد في لعبة كر وفر مستخدمين الأدوات التقليدية التي نعرفها
في لعبة أكبر غير تقليدية الهدف منها جر المنطقة أولا الى خراب ثم الى ترتيب القطع
المتناثرة في حال ما كتب لهذه اللعبة ان تنجح وهنا للأسف الشديد أغلبنا مشغولين
ببريق الانتفاع والتضخم في المصالح الذاتية الصغيرة الضيقة التي يتلهى بها نوابنا
وبعض مسئولينا ممن أخذتهم المظاهر البراقة للعناوين الدولية.
قبل أن نحكم في هذا الاحتمال تعالوا نسأل
ماذا تريد أمريكا من ايران ؟ وماذا تريد ايران من أمريكا؟ ولماذا افتعلت ورقة
البحرين على طاولة ملف النووي الايراني؟ ومتى سيكون النظام السوري ثمن المساومة
بين ايران وأمريكا وهل صدقتم ان ايران ستتمسك للنهاية كما في الظاهر بالنظام
السوري وقد بدأ يغرق لأنه لم يدرك اللعبة منذ البداية؟
هذه الأسئلة المتدفقة ليست إلا محاولة لكسر
الجمود في الفهم عند بعض الذين يتحركون من اخواننا هذه الأيام مشغولين بالمظاهر
الخارجية للأزمة وقد نجحت الدوائر السرية المحيطة بنا في الهاء هؤلاء من خلال
إلقاءها بطعم هنا وطعم هناك يلتقطه هؤلاء بكل غباء ويمضون فيه مسترزقين ظنا منهم
بان ما فوق السطح هو حقيقة الأمر حتى وصل الأمر ببعض المنتفعين من الأزمة بعرض
وساطة بين البحرين وايران وهو أصغر من أن يكون وسيطاً حتى في سوق السمك، كل ذلك
يجري و(الاخوان) يعتقدون ان الذي في القفص عصفور بينما الجميع في القفص من غير ان
يعلموا.
Comments
Post a Comment