السؤال والجواب - احمد جمعة



نقطة أول السطر
السؤال والجواب
احمد جمعة
الاحد

السؤال القائم ما زال:
هل تعلمنا الدرس لعام 2011 ؟
لن أجيب على السؤال لأنه بحاجة لتأمل ما حصدناه حتى الآن وما أنجزناه وهل النتائج تجيب على السؤال وهل الحراك السياسي اليوم يجيب على السؤال أترك لكم تقييم الأمر ولكن أذكر فقط بما يستوقني الآن.
أعجب من كلام يتردد على السنة الجميع اليوم بأن ما يهمهم هو الوطن والمصلحة العامة، وسر عجبي أن غالبية المتحدثين عن المصلحة العامة وانشغالهم بهموم الوطن وقت كان الوطن بحاجة لهم ولا نريد العودة للوراء لنبش الجراح ولكن يذهلني سرعة تبدل موجة البعض وسرعة تغيير الدفة فمن وقت مغادرة السفينة وقد لاح لهم ذلك كان الوطن عبارة عن ورقة في مهب الريح أما اليوم ساعة توزيع الغنائم فالوطن شغلهم الشاغل والمصيبة أن هناك من يصدق ذلك، على العموم ما يهمنا هذه الساعة هو البناء والبناء وحده ولا غيره أنظروا أين وصلت دبي بدون وجع السياسة وأين نقف الآن مع وجع السياسة.
ان الوضع الحالي سواء في المنطقة او في العالم لا يحتمل العمل من خلف الكواليس ولا من تحت الطاولة ولنعمل باسلوب المواجهة والمباشرة مع الأخطاء ونأخذ من اسلوب رئيس الوزراء في صراحته ومواجهته للأمور نبراساً للعمل في المؤسسات الحكومية والوزارات والهيئات من حيث الموضوعية والمكاشفة الواضحة والبحث عن الأسباب والتداعيات والنتائج الأساسية لكل ما يقع من أحداث مالية واقتصادية. 
ان العالم كما قلت في البداية يوشك ان يدخل في مرحلة انعدام الوزن في البحث عن مفترق الطرق بين الأزمة والطفرة فأين سيكون موقعنا في هذه الخريطة الاقتصادية والمالية الجديدة التي توشك ان تنبثق من قلب الأزمة الحالية والتي ستجعل بعض الدول والشركات أقوى مما كانت فيما سيقضي على البعض الآخر.    
المهمة الصعبة والوطنية الملقى على الجميع هو تحمل المسئولية الكبرى في الاسهام باعادة الوضع الاقتصادي والمالي الى طبيعته بعد المحنة التي مررنا بها والتي وضعت البحرين على المستوى المالي والاقتصادي أمام اخطر تحدي يواجهها في تاريخها الحديث، فقد كان اقتصاد البلاد قبل هذه الأزمة من أقوى اقتصاديات المنطقة خاصة بعد الأزمة المالية التي مرت بالعالم ورغم ان تلك الأزمة قد القت بظلالها على الجميع في العالم وفي المنطقة فان البحرين كانت من الدول القلائل التي تمكنت من الافلات من تداعيات الازمة المالية العالمية وهذا بفضل الوضع المالي المتين للبلاد وبفضل السياسية المالية المتوازنة التي كانت تنتهجها البحرين، ولولا الأحداث الدامية والتي تسببت فيها القوى الخارجة على القانون ومن وراءها من أجندات خارجية لما تعرض اقتصاد البحرين لهذا التحدي فكما قلت نجحت دبي لأنها ابتعدت عن السياسة وفشلت الكويت على سبيل المثال لأنها غرقت في السياسة ولا نريد للبحرين تكون مثل الكويت بل نريدها أن تصبح مثل دبي وهي قادرة لأنها في يوم من الأيام تخطت دبي رغم تقديرنا لكل أشقاءنا في الكويت ودبي وكل أحباءنا في مجلس التعاون ولكن المصارحة والمكاشفة هي الوسيلة لنجاحنا كلنا في محيطنا الخليجي الذي يضعف بضعف دولة منه ويقوى بتقوية كل دولة منه.
ان الأيام القادمة ضمن المرحلة الراهنة بما تشهده من تحدي تتطلب عدم المجاملة وانما المواجهة مع التحديات والتي أراها في بعض التراخي الذي أصاب بعض منا وجعله لا يرى ماذا يجري في المنطقة ولا ماذا يحضر للمنطقة وكل ما يلهيه الكعكة التي يحصل عليها وهذه طبيعة الانسان وفطرته في ملاحقة مصالحه ولكن لا يجب ان تطغى المصالح الضيقة على مصالح الأوطان وإلا كانت كارثة.
السؤال اليوم هل تعلمنا الدرس منذ العام 2011
أترك لكم الجواب.

Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!