ملفى الأياويد ( مقطع من فصل يصدر في مذكرات احمد جمعة) كتاب يروي السيرة السياسية منذ الطفولة حتى المحاولة الانقلابية يصدر قريباً
ملفى الأياويد ( مقطع من فصل يصدر في مذكرات احمد جمعة)
كتاب يروي السيرة السياسية منذ الطفولة حتى المحاولة الانقلابية .. يصدر قريباً
******************************************************
( ملاحظة) خلال نشر الكتاب سيشار للأسماء الحقيقية
خلال هذه الأحداث كن على
تواصل دائم بالعديد من الفعاليات التي ساهمت في حشد شارع الفاتح واذكر هنا وخلال
الساعات الأولى لبدء التجمع في ساحة الفاتح بأننا حشدنا كل الإمكانيات وشاركنا
الجميع من نساء وأطفال وشيوخ وعجائز وظهرت الروح الوطنية في كل فرد من أفراد شعب
البحرين الوفي، وأتأمل اليوم بعض الحالات التي كانت حينذاك بمثابة تحول في الوعي
وفي الإدراك لدى أهل البحرين، فعلي سبيل التدليل تأملت كيف شاركت عائلتي بأجملها
في الحدث، زوجتي وابنتي الصغرى انظمتا
لمجموعة نساء المحرق وعراد وقلالي في الساحة منذ الساعة الثانية ظهرا وولدي الأكبر
فهد والأصغر فيصل، وخاصة ما يتعلق منها بدعم سمو الأمير خليفة بن سلمان رئيس
الوزراء، وأذكر في هذا اليوم بالذات وفي الساعة الثالثة ظهراً هاتفني فهد من هناك
وأخبرني بأن احد أفراد الأشخاص منعه من توزيع صور الرئيس فأخبرته بدون تردد وزعها ولا
تخشى شيئاً هل ألا يعلم هذا المخبول صور من هذه؟ وفي أي موقف جلل نحن اليوم، كنت
حتى ذلك الحين بمكتبي مع أبنتي الكبرى أدير الاتصالات من غرفة عمليات مجهزة
بكافة التقنيات المعدة سريعاً لمثل هذا الموقف الهائل تساعديني بقدر المستطاع ولا
أخفي هنا سعادتها بهذا العمل وقد كانت في غاية الحماسة والصلابة ولم أكن أرى في وجهها
الذعر والخوف والقلق الذي صاحب غالبية سكان البحرين في الأيام الأولى لاندلاع
أعمال الشغب والعنف وتهديد المواطنين وإرهابهم، لقد نزع هذا اليوم الفزع والخوف من
نفوس البحرينيين الشرفاء وأوقد حماسهم للخروج ومشاطرة بعضهم البعض مهمة إنقاذ
البحرين من أيادي الشر الذي يحدق بالوطن وأبنائه، بعد ساعتين من ذلك لم أتمكن من منع
نفسي من الخروج لمشاهدة الحشود، فأسرعت بإنهاء الاتصالات المهمة التي تمت
أغلبها بالتوفيق خرجنا أنا وهي، ورغم الحشود التي سدت الشوارع تمكنت من الوصول حتى
فندق الخليج.
هناك أريد أن أشير إلى ظاهرة
التقطتها وحفظتها منذ تلك الساعات التاريخية الحاسمة في تاريخ البحرين، وهي أن
الجميع من فئات الشعب الوفي من البسطاء والفقراء والمعوزين ممن لم ينتظروا أجراً
على ذلك، من نساء ورجال وأطفال شيوخ وشباب، تسابقوا على تقديم العون للبلاد من
منطلق شعورهم بأن وطنهم يوشك أن يضيع، بعكس البعض من المسئولين من وزراء ونواب
وبالأخص أعضاء الشورى الذين تواروا وانعزلوا وبعضهم حتى سافروا.
بالعودة للوراء قليلاً
وعند نقطة تفجر المظاهرات ابتداء من 14 فبراير 2011 بدا واضحاً لي أن ثمة خوف
وشكوك لدى كثيرين من رجال المال والأعمال والتجار، سمعت أن ( ف م ) وهو معروف
لدى الجميع، بأنه زار رئيس الوفاق في منزله والتقى به وعندما بحثت عن مدى صدقية تلك
اللحظة أخبرني الصديق ( س ح ) بأنه التقى به خارجاً من الباب حيث كان الآخر
يجري لقاءاً صحفياً مع رئيس الوفاق حينها لاستشفاف إلى أين كان متجهاً في
تصعيده للأحداث، بعدها بدا واضحاً توجه رجال الأعمال ومنهم ( ف ج ) لدعم ما يظنه ثورة
إذ ذهب بعيداً في ذلك الموقف من خلال قيام المذكور يتغطية كل احتياجات المحتجين
بالمؤن وخاصة في اعتصامهم بدوار مجلس التعاون وكان يقوم بتمويل
الدوار بكل الاحتياجات وانجر أيضاً الدكتور ( ع ف ) الوزير السابق والذي يعتبره
البعض مفكراً إلى تلك الجوقة من خلال الندوات التي يعقدها في الدوار وقس على ذلك
الكثيرون ممن جرفهم التيار إلى تلك الدائرة النارية وهو ما يفسر شكوكهم بأن النظام
ينهار وأن ثمة احتمالية بسقوطه ونجاح "الثورة" وبالتالي لابد من خط رجعة
لهؤلاء الانتهازيين وقد بلغ الأمر وقتها الحديث عن ع ف مرشحاً لرئاسة الوزراء
مع تردد نغمة الإعلان عن الجمهورية التي أطلقها حسن مشيمع، كان واضحاً بكل جلاء أن
هناك من هؤلاء التجار ورجال المال والأعمال والوزراء السابقين وغالبية أعضاء مجلس الشورى وخاصة من الطائفة الشيعية بأنهم
كانوا ينتظرون سقوط النظام يستلهمون هذه الرؤى مما جري في تونس وليبيا ومصر واليمن
وغيرها من الدول التي اجتاحها ما يسمى بالربيع العربي، كانت هناك طبعاً فئات من الصحفيين
والمثقفين والكتاب وبعضهم كان صديقاً لي انغمسوا في لعبة الثورة المزيفة وقطعوا
الصلة بي بل بعضهم قاد حملة شرسة ضدي وضد بقية الكتاب والصحفيين الوطنيين ومن أبرز
هؤلاء الانقلابيين وأسميهم هكذا لأنهم لم ينقلبوا على النظام فحسب بل على أصدقائهم
ومن أبرزهم الكاتب ع ف الذي لم يتورع من اطلاق قائمة أسماها قائمة العار
أدرج فيها كل الكتاب والصحفيين الوطنيين ومنهم أنا وسعيد الحمد وسوسن الشاعر، تلك
الكراهية نبعت من فوهة الثورة المشوهة المزعومة والتي كانت شرارة الطائفية بكل
مضمونها الذي انبعثت رائحته من الدوار المشئوم، لا أعرف في التاريخ ثورة ارتدت
الكراهية لغالبية الشعب ولا توجد ثورة تعلق المشانق للوطنيين ولا توجد ثورة ترتدي
العمائم ويؤمها اليسار والبعث والقوميين العرب، كانت كوكتيل من التخريب والعنف
والمرارة التي أودت بالوحدة الوطنية للهاوية وفتحت أبواب الحجيم على هذا الشعب
المسالم المعتدل تلك حكاية ما مرت به البحرين في عام 2011 باختصار.
احمدجمعة
Comments
Post a Comment