في البحرين نحن أشبه بسلحفاة الغبن! إجازات في إجازات في كسل



في البحرين نحن أشبه بسلحفاة الغبن!
إجازات في إجازات في كسل
احمد جمعة

الاجازات الطويلة التي هلت على البلاد، والأعمال التي توقفت خلال الاجازات المتكررة والطويلة ، بالإضافة  الى سفر الكثيرين من البحرينيين الى الخارج وترك اعمالهم خلال فترات الاجازات الطويلة وما يرافق ذلك من كسل وخمول بعد عودة الجميع من الاجازات لتكون اجازات اخرى داخل الاجازات وهي صورة كاريكاتيرية لما يحدث خلال الاجازات، فالموظفين والعاملين واصحاب الاعمال والمصالح من رجال المال والاعمال لا يحفلون بالعمل بعكس اقرانهم في دول المنطقة الذين يعملون  ليل نهار ولا يتركون فرصة ولا فسحة الا ويستغلونها في العمل.. وهذا هو حال البحرين في السنوات الاخيرة اجازات في اجازات وتعطيل للأعمال والمصالح
من أين جاءت كل هذه  الاجازات من يناير حتى ديسمبر؟ وكيف غرق المجتمع  في بحر من الاجازات لا تكاد تتوقف، فبين كل اجازة واجازة اجازة مثلما هو الحال  بين كل مسجد ومسجد مسجد وما عليكم الا زيارة منطقة الحد لتتأكدوا من هذا الزحف للمساجد التي لا يرتاد بعضها لكثرتها اكثر من عدد اصابع اليد.
هذا المجتمع الذي ضربه الكسل والخمول وعشق الراحة والاجازات والبحث عن فرص السفر كلما حلت اجازة، هذا يعكس لنا مستوى الاعمال التي تجري هنا.
في كل دول العالم يحتفلون بالمناسبات والاعياد ويهوون السفر والاستجمام والبحث عن الراحة وغيرها ولكنهم بذات الوقت يعملون ويكتشفون ويضاعفون الاعمال في الاجازات التي يستغلونها في الكثير من الاوقات للوصول الى نتائج عملية ، اما هنا فبداية من شهر شعبان ورمضان وتليه الاشهر الحرم ومن ثم الاعياد والمناسبات  الوطنية والدينية تليها المناسبات الخاصة والاعياد وغيرها من الاجازات المقنعة التي لا تدخل في التقويم الرسمي ولكنها تصبح كالإجازات المعترف بها وهي عادة تسبق يوم الاجازات الرسمية ولو جمعنا حصيلة هذه الايام من الاجازات خلال السنة لوجدنا ان الايام التي نعمل بها هي الايام الخارجة من حساب العمل .. فماذا تبقي من السنة العملية.
للأسف الشديد القطاع التجاري  في البحرين أشبه بسلحفاة الغبن وهي نوع يعيش في البحيرات الراكدة ولا تتحرك الا مكانها وان تحركت تنقلب على ظهرها وتتعطل حركتها الى ان يأتي من يعيدها الى وضعها الطبيعي وهذا هو حال تجار البحرين الذين اعتادوا على الشكوى والتذمر والسعي الدائم لطلب المساعدة والانقاذ عند اول بادرة لأزمة او مظهر من مظاهر الازمات التي تعصف بعالم اليوم .
ان آلة الزمن التي تحرك شعوب العالم قاطبة وتحرضها على العمل والابداع والانتاج لماذا لا نستوردها ونعمل بها بدلاً من هذا الاجازات الطويلة والمملة التي لا تدل على ان هناك من يستحقها نتيجة لجهود او ابداع مثلما هو حال الكوريين واليابانيين المدمنين على العمل ممن يستحقون الاجازات الطويلة .
لقد افسدتنا هذه الاجازات وادخلت الكسل والخمول والترهل في مؤسساتنا وشركاتنا  وكل مفاصل الحياة اليومية ،فلا تسألوا بعد ذلك  عن التطور والتقدم والانجاز طالما اكثر من ثلث السنة لا نعمل فيها والثلث الآخر نعمل مقنعين بالبطالة فلا شيء بعد ذلك يسهل عملنا اكثر من الاجازات الطويلة!!!

Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!