رجال البحرين.. غيروا التاريخ



رجال البحرين.. غيروا التاريخ

احمد جمعة
اليوم مع بدء التصويت لا يجب أن ننسى...
تغير البحرينيون تماماً منذ السادس عشر من مارس 2011 وتغيرت طباعهم وأفكارهم ومشاعرهم بالرغم من ان الكثيرين منهم عادوا واستعادوا حياتهم الطبيعية وخيم الكسل والتراخي الذي كان سائداً قبل الرابع عشر من فبراير 2011 ولو ان الأيام القادمة سوف تكشف عن المزيد من التغييرات التي تطرأ على المجتمع البحريني بعد  الأزمة وهذا أمر طبيعي  ناتج عن  الأحداث الجسيمة التي مرت بالبلاد.
 في علم النفس الاجتماعي وعلم النفس التحليلي تقود الأحداث الجسام والانقلابات والثورات والانتفاضات والنكبات وغيرها من الأحداث كالزلازل وكوارث  الطيران تقود كلها الى خلق مناخات نفسية تدفع بالبشر الى مزيد من التضامن فيما بينهم والاقتراب من بعضهم البعض في أجواء من التغييرات، تمس المشاعر التي تنبع من التأثر من هذه الأحداث.
وفي الفترة التي شهدت  فيها البحرين الأزمة الأخيرة وهي الأزمة الأخطر التي مرت بالبلاد منذ تاريخها الحديث أدت الى ان يصاب المواطن البحريني بصدمة شديدة الوطأة نتج عنها معاناة هي مزيج من الفزع والخوف والتوتر والقلق الذي صاحب اعمال الترهيب والاشاعات التي كانت تنتشر عبر وسائل الاتصال المختلفة وخاصة تلك التي تنتقل عبر المواقع الاجتماعية التي تبث على مدى أيام الأزمة العديد من الاخبار الكاذبة التي أثارت الفزع في نفوس الأهالي وخاصة النساء والاطفال الذين كانوا يصدقون كل ما تأتي به المواقع الاجتماعية والبي بي بالاضافة الى اخبار الفضائيات المعادية التي كانت تبث الاخبار المفبركة وكان المقصود بها اثارة الرعب في النفوس واصابة المواطنين بالاحباط وللأسف الشديد كانت النفوس ضعيفة وهي تتلقى تلك الاخبار وهذا أمر مقصود به تحطيم المعنويات التي تهيئ الأرضية للولوج الى المشاعر الوطنية واحباطها ومما يؤسف له انه وفي الايام الاولي للأزمة كان الاعلام المحلي ضعيفاً وشبه  غائب عن الساحة فكان الاختراق المضاد موجهاً  توجيهاً منظماً ومرتباً مما اتاح له الاستفراد بالساحة وحدة كما ان لهجة وخطاب بعض المسئولين الضعيفة والمترددة والتي كانت تبعث برسالة خاطئة للطرف الآخر أثرت في نفسية المواطن الذي كان  يبحث  وقتها عن الخطاب القوي الثابت والحاسم الذي يزرع في النفوس القوة ويرفع المعنويات وهذا واحداً من الأسباب التي أدت الى زعزعة ثقة المواطن البحريني الذي كان يواجه حرباً من الاشاعات والاخبار المفبركة التي لم يكن قادراً  على صدها نفسياً نتيجة انعدام الروح المعنوية التي وصلت في ذروتها الى درجة الصفر واذكر يومها ان البعض كان يتصل ويبكي على البحرين التي انتهت، بل كان البعض قد وصل به الأمر الى تصديق الشائعات التي كانت تقول بسفر وهرب بعض المسئولين وكل ذلك نتج عن غياب الاعلام الوطني المرتب والمنظم.. وحدهم بعض الشباب البحريني الغيور على وطنه وعلى قيادته وعلى أمنه واستقراره جاهد شخصياً وبجهود فردية على التصدي للاخبار والشائعات التي كانت  تصل موجات وبكثافة من الداخل والخارج والسؤال اليوم من المسئول عن هذا الانفراط والتفكك في الاعلام والخطاب الوطني ساعتها؟
لا يجب على الأطلاق اليوم ان ننسى تلك الأيام الحالكة التي مرت بنا ولا يجب ان ننسى الوضع المر الذي عانيناه بسبب الإشاعات التي سببتها الحملات المنظمة علينا في غياب التصدي لها وحده سمو رئيس الوزراء بمفرده وبجهوده الجبارة حينذاك  الذي كان يتحرك وبعث في النفوس  الثقة والقوة وهو يستقبل الجموع ويخرج لهم في  ساعات الليل والنهار ويجدد روح الأمل التي فقدت من كثير من  النفوس بفعل الحرب البغيضة التي شنت علينا، كل الفضل للأب والقائد بوعلي الذي بجهده الشخصي وبرؤيته الثاقبة استطاع اعادة الطمأنينة الى النفوس ساعدته في ذلك الارادة الشعبية التي خرجت في الفاتح تعاضده وتلتف من حوله وتتحول الى زلزال جارف أعاد الأمور الى نصابها وهي بفضل ذلك مكنت البحرين من استعادة مكانتها ووجودها.
هذا الدرس وهذه التجربة لا يجب ان تمر من دون تأريخ وتدوين للأجيال التي ستأتي وتذكر لخليفة بن سلمان ولتجمع الفاتح ولرجال المشير خليفة بن احمد القائد العام الفضل في العودة الحميدة للبحرين الى مسارها وثوابتها الوطنية.
لا  بجب ان نترك مكاننا بعد اليوم او نتردد او نشكك في هذه القوة والعزيمة المنبثقة من الأزمة، وبمقارنة الحرب والشائعات التي شنت علينا فاننا بفضل هذه الأسباب توصلنا للتغيير الذي ننتظره وهو خروج الأغلبية الصامتة من حيزها السلبي الى نور الشمس الجديدة التي سطعت على البحرين، هذا هو التغيير الحقيقي الذي كنا نريده. 
اليوم وفي ظل الاستحقاق الانتخابي بوجهه الناصع تبني البحرين مستقبلها باشراقة شعبها الوفي.

Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!