إتيكيت




إتيكيت
احمد جمعة

قال محدثي وهو يحبس نبرة صوته المتهدج : كان رجال البحرين في مختلف المجالات من وزراء ومدراء ومسئولين عبر السنوات الماضية نموذج للرجال الانيقين المهذبين، يتمتعون بالذكاء والاخلاق وعلى صلة بالثقافة والمعرفة، وعلى قدر كبير من الروح الاجتماعية، وكانوا يشرفون البحرين وحضارتها في العالم أينما تواجدوا، ويكفي ان كانت ملابسهم نظيفة  وألسنتهم أنظف وثقافتهم تشمل السياسة والاقتصاد والعلوم ، فكانوا رغم الاختلاف معهم يشرفوننا أينما ذهبوا او حلوا، هكذا كان البحرينيون منذ أكثر من عشر سنوات مرت.
ماذا حل بهذه الصورة في السنوات الأخيرة التي جلبت لنا انواعاً من المسئولين ومن النواب ومن أعضاء المجالس البلدية ومن المسئولين في بعض الوزارات والمؤسسات الحساسة، وحتى اذكر لكم المناسبة التي دفعتني لكتابة هذه السطور، ان هناك بعض النواب يحضرون الجلسة النيابة، بل ويتجولون في المجتمع وملابسهم ملطخة بالدهون والمرق، وزيوت السيارات، وهناك نواب يسافرون الخارج لتمثيل البحرين في مؤتمرات خارجية بملابس رثة يرتدونها، نفسها طوال أيام المؤتمر وعلى مدى اقامتهم في الخارج، وبعضهم لا يحضر من المؤتمر الا نصف ساعة ثم يقضي وقته في الأسواق ليعود الى مطار البحرين محملاً بالحقائب التي تمتلئ بألوان الحلوى و المكسرات والمأكولات الغريبة، وصدقوني اخبرني صديق بأن رائحة احدهم كانت تصل اليه من على بعد لدى عودته الى مطار البحرين الدولي ، ومن الغرائب ان يكون هذا الذي نتحدث عنه نائب للشعب .                       
ماذا حل بالبحرين ورجالاتها؟ وما ذنب هذا البلد ليعود للوراء من حيث الرجال ؟                                                                                    
ليس التخلف في المظهر فحسب وانما شمل العقل والذكاء والسلوك والاسلوب ، فقد تراجعت صورة المسئول البحريني والنائب البحريني والمدير البحريني من حيث الشكل والمظهر الى ما يذكرنا بالدول الفقيرة المتخلفة التي لا يوجد بها مياه للاستحمام، ولا توجد بها مدارس لتعليم الاتيكيت ، فانت تدخل اليوم على وكيل وزارة  لم يحلق ذقنه منذ عقد من الزمن، وتقابل نائب ثوبه ملطخ ببقع زيت الطعام ويقايا المرق، ويفاجئك مسئول بمظهر اقرب الى العاطل عن العمل منه الى الوكيل او الوكيل المساعد في مرفق غاية في الحساسية ، وقس على ذلك حال بعض الموظفين، اذا كان حال المسئولين بهذه الصورة.         
رحم اللة  ايام زمان حينما كان المراسل العادي في الدوائر الحكومية يتمتع بمظهر المدير، وكان المسئول على قدر من الاسلوب في المظهر والجوهر، ما جعل البحريني  اينما يذهب في الخارج او الداخل يشرف المكان بالمظهر واللسان العذب والثقافة والمعرفة وحسن السلوك وينعكس كل هذا المظهر الداخلي والخارجي على سمعة البحرين الدولية ومكانتها بين الدول وشعوب العالم، ويكفي اننا نتمتع اليوم بهذه المكانة بفضل السنوات  الماضية ونكاد نفقدها اليوم مع موجة المشروع الاصلاحي الذي من سلبياته الكثيرة ان جلب لنا هذا النموذج من المسئولين السيئ المظهر وهو انعكاس لتردي الكثير من الأوضاع  في السنوات الأخيرة. 
طبعاً هذا جانب من الصورة أما الطامة الكبرى فهي في زاوية الغوغاء الذين تركوا المدارس وأصبحت ثقافتهم المولوتوف تغذيهم توجيهات الولي الفقيه، فبعد أن الشباب البحريني ينتظرون على أبواب الجامعات أصبحوا اليوم وقوداً للتطرف والعنف .. أين صورة البحرين أيام زمان.                                                     


Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!