البحرين حين تنتخب





البحرين حين تنتخب
احمد جمعة
ما يثير الشفقة أحد النواب وقد دأب على انتقاد الجميع وتبييض صفحته باستمرار كان يعتمد في فوزه الدائم على دعم جهة رسمية توصله دائماً بالتزكية اكتشف الناس ان كل ما قاله عن الاخرين من نقص فيهم وجدوه فيه هو بالذات وكأنه ينتقد نفسه من حيث لا يدري وهذه حالة نفسية لها تفسيرها في علم النفس حينما يعاني انساناً من النقص وتصور نفسه فوق الاخرين ينفصل عن حالته المرضية وهو ينتقد الاخرين فيسقط في تصوير نفسه وهو يعتقد انه يصور الآخرين هذا النائب ما زال يتصدر المسرح الانتخابي بصوره وتصريحاته المرضية.                           
الانتخابات القادمة أتوقع لها أن تكون  أكثر مشاركة وأكثر فعالية وأكثر تعبيراً،  فالمواطن يُفترض أن يكون أكثر نضجاً  ووعياً والمرشحين يُفترض ان يكونوا أكثر عقلانية وموضوعية ويبتعدوا عن الشعارات الصارخة الرنانة كما ان الوقت قد أزف لوضع حد لما يسمي بالقوائم الدينية والقوائم الايمانية والقوائم الملائكية لأن من شأن ذلك أن يحشر الدين في السياسة، وأنا أستغرب ان يشتكي بعض رجال الدين من تعرضهم للنقد من قبل الاعلام والصحافة فهم طالما أعلنوا أنفسهم بوضوح سياسيون وليسوا رجال دين  وبالتالي عليهم  ان يتوقعوا مثل هذا النقد فقد دخلوا بصفتهم السياسية وليست بصفتهم الدينية ، كما أتمنى هذه المرة من الدولة ان تفعل قوانينها المتعلقة بمنع الازدواجية بين الديني  والسياسي وان لا يستخدم المسجد أو المأتم للدعاية الانتخابية وهذا ما يتعارض كما قلت مع القوانين الانتخابية التي تحضر الدعاية في المساجد والمآتم.                                        
مع بدء العد العكسي للانتخابات لابد من ان نبدأ جميعنا التحلي بنظرة جديدة هذه المرة أساسها الاعتدال والوطنية والابتعاد عن التمثيل المسرحي والاكتفاء بالتمثيل النيابي الذي أساسه البناء والتنمية والولاء للوطن والقيادة والشعب ويكون جوهر العمل النيابي هو خدمة المواطن البحريني بالدرجة الاولى وعدم الزج بالبحرين في متاهات خارجية.                                                                                  
 قلت ان الانتخابات بدأت والجمعيات والفعاليات الوطنية تنتظر من الناخب البحريني هذه المرة ان يعرف ان صوته مهم وأهم من الايدولوجيا والولاء لجمعية او حزب او تيار سياسي او دولة  غير دولة البحرين ولا لعلم غير علم البحرين فمهما كانت الديمقراطية ومهما كانت الحرية في الاختيار فلا أظن ان امريكا وبريطانيا وفرنسا سوف تنتخب من يمثل ايران او كوريا الشمالية او الصين وكوبا ونحن نعرف كم تعرض الموالون لكوبا بالافكار في امريكا على مدى نصف قرن من العزلة والحصار والتمييز ، لا توجد دولة في العالم تقبل بمن يمثلها سواء في البرلمان او خارجه ويكون ولاءه لغير الدولة والدستور وكم سمعنا وعلنا من من  يتفاخرون بخدمتهم لرموز خارجية في وقت يجاهرون فيه بإنكار الدستور الميثاق في بلدهم دولة البحرين المستقلة والتي يجب ان يعرف المرشح القادم من يمثل ويعرف الناخب من ينتخب.                                                                                
لهذا أقول لا تتسرعوا في الاختيار لا في الترشيح ولا في الانتخاب الا بعد ان نعرف هذه المرة من يمثل الوطن وليس من يمثل جمعيته او تياره او زمزته.         الصراخ والزعيق فيما نحن بأمس الحاجة لبناء المستقبل لأبنائنا وأجيالنا حالنا حال الدول الحضارية.                                                                                  















































Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!