نهار سعيد ***********



احمد جمعة
لعنة الديمقراطية علينا
الديمقراطية.. هذه الكلمة التي لا تكاد تختفي دقيقة عن لسان أي مواطن بحريني والتي غزت البيوت والمجالس والمقاهي والمدارس وحتى محيط  الاطفال الذين يتناقلونها احيانا بمرح ومن خلال النكتة فيما بينهم هذه الكلمة السحرية والوصلة التي تشد الجميع اليها ليست سوى  لعنة حلت علينا وعلى الشعوب العربية التي سقطت في امتحان المشروع الأمريكي الغربي والذي يهدف لزرع الفوضى وتحطيم  أركان الدول القائمة وقد نجح ذلك في ليبيا والعراق واليمن وانهار ت الدول تلك وعمتها الفوضى ، فماذا حدث؟ تبرأت الإدارة الأمريكية من مشروعها وتركت هذه الدول في مهب الريح بعد أن أغرتها بالديمقراطية، ألم أقل لكم أن الديمقراطية لعنة.
ما هي الديمقراطية ؟                                                                             
  لست هنا في وارد ان أعطي دروسا في الديمقراطية او في موقع الاستعراض ولا في وارد ان اشرح مفهوم الديمقراطية فهناك مفكرون وسياسيون وفلاسفة لم يفلحوا في تحديد جوهر الديمقراطية بالصورة المجردة وذهبوا الى انها ممارسة نسبية وليست مطلقة وبالتالي فهي ديمقراطية واحدة ومفهوم واحد وسلوك متفق عليه بين الفقهاء منذ عصر الاغريق مروراً بمفكري الثورة الفرنسية وانتهاء بمبادئ الدول الغربية بعد الحربين العالميتين الاولى والثانية حين فُرزت المجتمعات المتحاربة الى معسكرين، اشتراكي وديمقراطي وكان واضحا الصفوف التي ضمت ستالين والصفوف التي ضمت تشرشل ومن يومها فهم العالم الديمقراطية انها السلوك السياسي على الطريقة الغربية ولا داعي لمزيد من السفسطة والتخريجات بالقول ان هناك ديمقراطية على غرار الديمقراطية الأمريكية والديمقراطية الفرنسية والديمقراطية الانكليزية، هناك اليوم ديمقراطية تريد هدم الدول العربية وتدميرها باسم الديمقراطية، وهنا خرجت الكلمات من الأفواه وراجت التخرصات حتى توزعت على الألسن وأصبحت مفردات الديمقراطية الاخرى مثل حقوق الانسان والحريات العامة وهي مفاهيم أصبحت بيد صانعي الفوضى في البلدان حتى أن الذين اخترعوا فوضى ربيع الدم العربي وظفوا هذه المفاهيم في زرع الكذبة الكبرى وهي الديمقراطية التي كانت في الحقيقة انقلاباً على الدول والشعوب وقد عانينا منها أبان انقلاب الدوار وما تلاه حتى اليوم من ارهاب وفوضى.                لقد اراد صانعوا الفوضى في الدول تعميم مشروعهم الانقلابي بخلق محور حديث للمجالس والمقاهي والمنتديات الالكترونية التي حدث ولا حرج مما يدور فيها حول الحياة الديمقراطية حتى انني بت لا اعرف من أين ابدأ صباحي ولا كيف انهي يومي من دون الاستماع الى نصيحة او ارشاد او شكوى في الديمقراطية وعند هذا الحد توقفت عن الحديث في الديمقراطية لأطرح هذا السؤال:                                  
ما هي الديمقراطية؟                                                                              
الجواب هي الفوضى العارمة في ليبيا والعراق وقد نجحت مصر العروبة في الافلات من فخ الفوضى الأمريكية وبطبيعة الحال البحرين التي فازت بتجاوز كذبة المشروع الأمريكي المخزي.                                                                    
مناسبة هذا الحديث هو الادعاء بأن الانتخابات ومشاركة الإرهابيين فيها هي الديمقراطية، أي إحداث الفوضى على الطريقة الليبية والعراقية هي الهدف من الديمقراطية، وبأن من يمثل الناس هم من يفرض القرار على المجتمع برمته، ومن يصل البرلمان له الحق في قطع الهواء عن الناس ويتحدث بعض المزهوون بالديمقراطية وحديثوا النعمة بها بأنها تعني تمثيل الأغلبية  للأقلية وفرض قوانين الأغلبية على الأقلية وجعل البلاد والعباد تحت حكم الفوضى الخلاقة.                     يفهم البعض الديمقراطية انها الفعل السياسي وليس الفكر التشريعي في الاطار الحضاري، أي إننا لو لا قدر القدر وفزنا ببرلمان صوت على قطع الكهرباء عن البلاد والعودة الى نور القمر فمن حق الأمة ان تستجيب لهذا القرار لأنه قرار الاغلبية، هكذا يفهم البعض الديمقراطية، والمشكلة ان الشعب والدولة لا يعترضان ولا يوضحان هذا الفهم.. فكلما فكر البعض بموضوع خارج العصر كلما سايرتهما الدولة وبهذا انقلب مفهوم الديمقراطية وضاع الخيط الرفيع الفاصل بين الديمقراطية والفوضى.                                                                          
 سأقطع عليك الكهرباء واغلق في وجهك الشوارع وأدمر منشآتك وأقول لك عش في الديمقراطية.                                                                                   
هل فهمتم القصد؟

Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!