هل انهزم فعلاً المشروع الإيراني؟!




من جريدة النهار نقلا عن جريدة القوات اللبنانية


هل انهزم فعلاً المشروع الإيراني؟!
لا يستطيع أحد أن يُنكر أن إيران كادت فعلاً أن تطبق قبضتها على المنطقة والعالم العربي، والتغلغل فيه من بوابّة نشر التشيّع «القناع» الذي تخفي وراءه إيران أطماع استعادة الإمبراطورية الفارسيّة وهو قناعٌ عمره من عمرِ الرسالة التي أرسلها نبيّ الإسلام سيّدنا محمد صلوات الله عليه إلى «كسرى عظيم الفرس»، والتي بدأت فعلياً كحركة منتظمة تتلاحق في كلّ حقبة من عمر الدولة الإسلامية من خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه، وهو أوّل شهداء التعاون «اليهودي ـ الفارسي» على تدمير العالم الإسلامي.   
«إيران قدّمت السلاح للبشمركة»، هل باتت إيران بحاجة لمن يحمي حدودها من خطر «داعش» وريثة القاعدة التي احتضنتها إيران وموّلتها وآوت كبار إرهابيّيها في حضنها؟! وهل «تحطّم» فعلاً الهلال الشيعي الذي كادت إيران ان تنفّذ الخطّة منه في المنطقة الممتدة من العراق إلى لبنان، لتتفرّغ بعدها لتنفيذ الخطة ب بالالتفات صوب دول الخليج العربي؟! ومن شدّة ضبابيّة الرؤية في المنطقة التي تصل إلى حدّ الانعدام أحياناً، يكاد يجزم المتتبّع لما يجري بأن لا أحدَ يملك الجواب الشافي ولا التنظير لما ستؤول إليه أوضاع المنطقة الآخذة في التوغّل باتجاه التقسيم بحسب ما يؤكّد ويجزم كثيرون من المنظّرين السياسيين والاستراتيجيين.
كما القول المأثور «رُبّ ضارّة نافعة»، ركزّت إيران ثقلها منذ أكثر من عام ونصف في سوريا، استقتلت في الدفاع عن النظام الذي كان بوابتها الرسميّة إلى المنطقة، وكان هذا أكبر الأخطاء التي ارتكبتها دول الخليج العربي بحقّ المنطقة وبحقّ نفسها عندما تركت نظام الأسد الأب يفتح بوابة التسلّل الإيراني إلى المنطقة ظنّاً منها بأنه قناة اتصال مع إيران الخميني، وضحّت إيران بكوادر وقيادت شيعة حزب الله، ولاحقاً بأبناء الطائفة الشيعيّة عندما أمرت حسن نصرالله بالدخول بكلّ ثقله الحربي في الحرب الدائرة في سوريا، وسط هذا الغرق الدموي كانت إيران مطمئنة أنّ نوري المالكي باقٍ على رأس العراق باتفاقٍ أميركي ـ إيراني، ولكن فاجأتها الضربة هي وحليفتها أميركا، إيران اعتقدت أنها سيطرت على العراق وتمكنّت منه، فانفتحت جبهة ألزمتها بالتفكير بحماية حدودها من  خطرِ داعش، الإرهاب الذي يعيد إنتاج وتطوير نفسه كما إيبولا وأنفلونزا الخنازير وأنفلونزا الطيور، وقد تفوقت داعش على إرهاب القاعدة بأشواط، وهي تقوم بتحضير جيلٍ كاملٍ من الإرهابيين الصغار تعلّمهم قطع الرؤوس واقتلاع الأحشاء، والإرهاب فيروس معدٍ قد ينتشر في الفضاء الأفغاني والباكستاني ويطوق إيران من خارجها ويهزّها من داخلها، ومن يَعِش يرَ.
المشهد اللاحق سيكون لحظة إعلان أمين عام حزب الله حسن نصرالله انسحاب حزبه من سوريا، وهذه اللحظة لم تعد بعيدة بعدما استدرج الإرهاب إلى قلب الضاحية وإلى حدود القرى الشيعيّة في البقاع، كان الشيعة قبل تورّط حزب الله في سوريا يخافون أن يأتيهم الخراب من الجنوب، الآن يخافون أن يأتيهم من الشرق السوري، انتظروا قليلاً لتروا حزب الله يوافق على انتشار الجيش اللبناني مدعوماً بقوات أممية دوليّة، ولاحقاً عند الحدود الشمالية مع سوريا للقضاء على المخطّط السوري القديم الجديد «إعلان إمارة إرهابيّة» في الشمال اللبناني.
خريف المنطقة حافلٌ بالانهزامات الإيرانيّة في المنطقة، المشروع الإيراني سقط في المنطقة، إيران قلقة من انتقال مشروع الفوضى الخلاقّة إلى الداخل الإيراني، تماماً كما الداخليْن السوري والعراقي، وقت تمديد المفاوضات الإيرانية ومجموعة الخمسة + واحد نفد، والمفاوضات مناورة إيرانية لتطويل عمر المشروع النووي، ولكن؛ بعد سقوط مشروع إيران «الشرق الأوسط الإيراني الكبير»، أي مشروع ينتظر المنطقة، ولبنان أيضاً؟!
اسم الكاتب(ة: ميرفت سيوفي
المصدر: النهار
القسم: السلطة الرابعة
August 28, 2014 09:1

Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!