عندما يظلم المواطن نفسه !
عندما يظلم المواطن نفسه !
احمد جمعة
من المدهش المستغرب ان نجد تفسيراً لظاهرة التضاد في
السلوك غير الطبيعي للمواطنة البحرينية
التي تكشف عن التحاذق الذي
يمارسه المواطن البحريني ضد المواطن الآخر.. أي المواطن يصبح ضد المواطن
واليكم نماذج من الواقع رصدتها في العديد من الممارسات اليومية المتمثلة في بعض الصور واللقطات التي تسردها النفسيات الانسانية والمصالح الذاتية
ذات الأنانية .
خذ على سبيل المثال مدربي السياقة الذين يتحكمون اليوم
بمصير المتدربين ويذلونهم وقد بلغ الامر بأغلبهم بفرض مظاهر اضطهادية خاصة على
الشباب الذين مستعدين للتنازل عن كامل
حقوقهم الانسانية والبشرية من أجل الحصول على بضع ساعات تدريب أضف الى ذلك رفعهم
للاسعار وسرقتهم وقت المتدرب الذي لن يفتح
فمه بكلمة خشية الغاء مواعيده معهم .
ما يفعله مدربوا السياقة ينطبق على
الكثير من المهن والشرائح من المواطنين فلو اخذنا اليوم ظاهرة ارتفاع
اسعار الاسماك والسلوك الذي يتبعه باعة الاسماك في حق
المواطن حينما يصل سعر بعض انواع الاسماك مثل الهامور الى تسعة دنانير في بعض الاوقات
الا يعكس ذلك اضهاد المواطن للمواطن ،
فالبحار او بائع الاسماك مهما كانت العوامل التي تحد من تواجد الاسماك ورغم وجود هذه العوامل المتمثلة في اكتساح
مساحات البحر وزيادة اليابسة بتزايد الدفان واقامة المباني الا ان المبالغة في
اسعار الاسماك وحرمان المواطن الفقير منها هو في حد ذاته يعكس اضطهاد المواطن
للمواطن، فأصحاب الصيد يعانون من ارتفاع الاسعار ويشتكون من ظاهرة ارتفاع الاسعار
فهل يعقل ان يمارسوا نفس اللعبة مع غيرهم ويذيقوا المواطن نفسه طعم الحرمان،
الصيادون وبائعوا الاسماك عندما يعانون من الظلم يلجئون الى الاضراب والى التظاهر
والاعتصام وهم على حق ولا احد يلومهم على ذلك ولكن أليس من الظلم ان يبالغوا في
اسعار الاسماك؟ واليس من الظلم حرمان المواطن من خيرات بلده؟
ما ينطبق على مدربي السياقة وعلى الصيادين وباعة الاسماك
ينطبق ايضاً على العديد من المهن والشرائح وهو يعكس ظاهرة استغلال الانسان لاخيه
الانسان بشتى الصور ويدل على انانية
الانسان حينما يفكر بنفسه وفي مصالحه من دون اعتبار للآخر.. هذا
السلوك غير الانساني يكشف كيف تظهر الانانية في أنصع صورها من خلال السلوك اليومي
للمواطن حين تتعرض مصالحة للضرر حين يهب وينفجر وعندما يكون في أحسن الحالات ويحقق
الارباح ويضهد الاخرين فانه لا يفكر في غيره من المواطنين وذكرت لكم مثالاً على
ذلك مدربوا السياقة وكيف يتعاملون مع المواطن وانظر إليهم عندما يتضرروا والى صراخهم
واحتجاجاتهم لو تقرر غداً انشاء شركة وطنية او خاصة تغطي مساحة البحرين وتترك
هؤلاء المدربين بلا وظيفة.
من هنا نرى المواطن يبدو من الوهلة الاولى مظلوماً وفي
نفس الوقت يتحول الى ظالم وهو لا يشعر بأنه ظالم الا عندما يقع الظلم عليه حتى
يمكن القول ان الغالبية من المواطنين يقعون في الظلم ويمارسونه على بعضهم البعض من
غير ان يشعروا.
عندما يخسر المواطن وظيفته بيده يشعر بأنه مظلوم وعندما
تكون هذه الوظيفة بين يديه يمارس الظلم وفي هذا سنطبق عليهم قول من يدوس النعمة
بقدميه.
استغرب من اكثرهم ممن يتحدثون بلهجة دينية طابعها
الإيمان وجوهرها الظلم والنفاق.
Comments
Post a Comment