حتى لا تغرق السفينة



نقطة أول السطر
حتى لا تغرق السفينة
احمد جمعة
الاحد

تجاوز الظالمون المدى .... نعم لأن اللعبة اقتربت من النهاية وتكاد تؤدي بالسفينة بمن فيها للغرق، فبعد كل هذه السنوات من الانجازات والمكاسب التي تربعت فيها البحرين على قمة المركز المالي والاقتصادي في المنطقة التي تحققت بقيادة رجل الدولة خليفة بن سلمان حفظه الله، هل وصلنا إلى منعطف يتشدق فيه رئيس الوفاق بتلك الترهات حول 666 و884 ولا أستبعد أن يصل الأمر بهم لليقول أرحلوا جميعكم من البحرين وهو شعارهم الذي رفعوه في 2011، طالما هناك من (يعطيهم وجه).
لا ألوم الوفاق ولا رئيسها، لا ألوم عيسى قاسم ولا مثيري الشغب في الشارع، لا ألوم الإرهاب أذا ضرب واغتال واحرق لا ألوم كل هؤلاء رغم ما فعلوه في البحرين وما أشاعوه من عنف ودمار  ورغم فعلوه بالاقتصاد وتدمير  لحياة المواطنين العادية المستقرة التي كانت عليها طوال العقود الماضية لا ألوم كل هؤلاء على ما فعلوه ...ألوم فقط الدولة والمسئولين فيها على  فعلوه فينا وفي البحرين وفي شعبهم، فلا يمكن أن تمر كل تلك الأعمال ولا يمكن ان يحدث كل ذلك التمادي وتجاوز الخطو ط الحمراء لو لم نجد يداً تمتد لهم وتتعامل معهم، لا يمكن أن يحدث كل ذلك الخرق للقانون واستباحة الأمن والاستقرار بل والتطاول على الدستور والميثاق والشعب والتحدي الواضح منذ رفعت حالة السلامة الوطنية حتى  اليوم لو لم يكن هناك مسئولين يغازلون أولئك الانقلابيين ويمدونهم بالعون ويغذونهم بالمفاوضات والحوار معهم وتقديم العروض وتجاهل الشعب البحريني برمته ولا كأن هناك شعب غير الوفاق، نعم أقولها بمرارة وحسرة ظلمنا للبحرين وما كانت عليه من أمن وأمان تجاوز المدى.
لقد ظلمنا البحرين وظلمنا شعبها وظلمنا الأجيال بتقديم تلك العروض المخجلة لمن يقود السفينة للغرق، ومؤكد أن السفينة ستغرق لو مضينا في تلك المفاوضات والحوارات تحت الطاولة وفي الظلام، ستغرق السفينة بالجميع مع كل من فيها من من أشرار وطيبين.
اليوم ما عدت أفهم الفرق بين مكافأة المجني ومعاقبة المجني عليه، ما عدت أفهم كيف ينال الانقلابيين كل هذا الاهتمام ويهمل الوطنيين؟ هل هذا هو نبراس الوطن وعزة الوطن وكرامة الوطن في صون أمنه وأمن شعبه؟ لقد خسرت الدول كثيراً بسبب التفريط في كبرياءها وخسرت الدول كثيراً بسبب رضوخها لمطالب على حساب ثوابتها، وخسرت الدول كثيراً عندما تنازلت عن شرعيتها ومنحتها لمن يبتزها سواء في الداخل أو من الخارج وهذا ما يحدث لنا اليوم وأخشى أن تغرق السفينة  بمن فيها ونحن نعتقد إننا ما زلنا في مأمن من الغرق، تماما كما يحدث في السفن التي يتجاهل بحارتها وربانها وركابها المخاطر، ونحن اليوم علينا بحارة وركاب وربان أن نعي خطورة إهمال الأعطاب في السفينة؟ وإلى متى ستظل العروض مستمرة؟ والأرقام من 666 إلى 884 وكأننا في دوري لكرة القدم والأدهى من ذلك ان هناك من ينفي وهناك من يؤكد وفي الغالب صوت الدولة هو الغائب.
إن اللعبة التي تكبر أكثر من حجمها وتتخذ شكلاً يفوق قدرة لاعبيها ستنقلب كالسكين المعقوفة على صاحبها وهنا مكمن الخطر، لأننا نشاهد اليوم اللعبة تخرج عن مسارها وتتبع الأهواء وترضخ لرغبات المبتزين كما نرى 884 انتقال لمرحلة من المناورة لا نعرف من الصادق ومن الكاذب فيها، وما يؤلم ويوجع في كل هذا أن الذين يعتقدون أننا نكشف أوراقهم بدافع عداء لهم مثل غيرنا لا ينظرون للبعيد ولا يرون أن ما نقوله ليس إلا غيرة وخشية على هذا البلد وليس رغبة في مصالح ضيقة ولا زحف لمناصب أو طمع في مراكز أو جشع في اقتسام الكعكة وإلا لجاملناهم وسايرناهم في مشاريعهم، إننا ننظر للبلد ولأبنائنا وأحفادنا، لا نريدهم أن يعيشوا في سفينة خربة .. لننظر من حولنا ونرى ماذا أصاب الدول العربية المترددة من جنون فهل تريدون ركوب سفينة يقودوها المجانين من أمثال الوفاق وأتباعها؟


Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!