فجر العراق يلوح لا محالة


نقطة أول السطر
فجر العراق يلوح لا محالة
احمد جمعة
الاحد البلاد

هل خرجت اللعبة عن السيطرة وانفجر السحر على الساحر وسقط المشروع الأمريكي في شر أعماله؟ العراق قبل الغزو الأمريكي كان موحداً رغم مغامرات النظام حينذاك وظل لعقود مركز استقرار المنطقة، وعلى مدى التاريخ المعاصر كانت المنطقة تعيش بسلام حتى أيام الاستعمار بسبب وجود العراق مستقرا بصرف النظر عن الانقلابات التي كان يشهدها، لكن النظام لم يكن يسمح بخلط الأوراق الطائفية ولم يقترب من إيران بل العكس كان شوكة حادة في خاصرة الدولة الفارسية إلى أن فككه الأمريكان واستراحوا اعتقادا منهم بأنهم فتحوا الباب لأكبر للتغيير في المنطقة بما يسمى مشروع الشرق الأوسط الجديد والذي انتهى مؤخراً إلى مشروع داعش الدموي.
وبصرف النظر عن ماهية داعش وبقية التنظيمات المتحالفة معها والتي اكتسحت العراق أخيراً فإن الحلم الإيراني بحكم العراق قد فشل وأثبت الشعب العراقي الذي واجه الفرس على مدى التاريخ بأن العراق مهد الحضارات الإنسانية مركز ثقل العروبة والقومية العربية ومحور النهضة العربية لا يمكن لمجموعة من قطاع الطرق الرعاة من الأحزاب الإيرانية الطائفية والولائية القادمة على ظهور الدبابات الأمريكية تحكم هذا الشعب العربي العظيم، وإذا كان التاريخ يغفر ويسامح ويتجاوز فان هذا الحكم لا يدوم ولا يمكن تخيل الدولة العراقية العظيمة التي حكمها منذ قرون العرب باستطاعة جماعة متخلفة متحالفة مع الأمريكان أن تبقى هانئة بحكم العراق وما يحدث الآن على أرض العراق إنما هو زلزال ضرب وسيضرب في الأيام القادمة المحتل الإيراني والأمريكي، صحيح لا أحد سعيد بما يجري هناك من تفكك الوحدة الوطنية ونهوض الطائفية وتشرد فئات واسعة من الشعب العراقي الشقيق بالإضافة إلى الخسائر البشرية من الأرواح البريئة إلا أن المسئول عن ذلك والمجرم الحقيقي هو المشروع الأمريكي الجهمني الذي بدأ بالعراق الحبيب وتوسع بربيع الزفت الدموي وانتهي بهذا التقسيم للدول وتحطيم بنيتها كما هو حاصل الآن في ليبيا واليمن وسوريا والسودان وكان يراد للبحرين أن تدخل تلك الدائرة الجهنمية ولولا إرادة الله والشرفاء ودعم الأشقاء في المملكة العربية السعودية نصرها الله على من عاداها.
أسئلة كثيرة تلج اليوم على لسان المواطن العربي البسيط، من هم داعش؟ ومن أين أتوا ؟ ومن يدعمهم ومن يمولهم وما هو دورهم في اللعبة الحاصلة في العراق الآن؟ كثيرة علامات الاستفهام وكثيرة التخمينات والتفسيرات خاصة تلك التي يسقوها منظرو حزب الشاي في مجالسهم بالمقاهي والمجالس الشعبية والديوانيات وغيرها، ولكن تبقى هي الأسباب وراء ما يجري، فالجميع تقريباً يتحدثون اليوم عن النتائج ويخلطون بين هذه النتائج باعتبارها هي اللعبة التي وصلنا إليها في العراق، فالبعض يرى فيها مشروع ظلامي دموي والبعض يرى فيها مشروع إسلامي نهضوي يصفق له ويكبرالله على وسائل التواصل الاجتماعي وذهب البعض بعيدا حينما صفق لداعش وصفق لبقية التنظيمات المقاتلة ولكني أقول لا تتسرعوا ولا تضعوا أوراقكم كلها في سلة داعش فوراء الأكمة ما ورائها، واللعبة في بدايتها فهناك جيش صدام حسين الذي يبلغ المليون والذي سرح واضطهد ضباطه وجنوده ظلماً على يد الأمريكان والإيرانيين لم يبدأ بعد، وهناك شرفاء العراق ورجال العشائر من عرب العراق المخلصين ينتظرون اللحظة التاريخية ليعيدوا للعراق وجهه الحضاري العربي كما فعل رجال مصر الشرفاء حينما أسقطوا الطغمة الظلامية وأخرجوا مصر العروبة من برثن نظام لو تمكن من الاستمرار لكان الوجه الآخر للنظام الإيراني وقدر الله ألا يستمر ذلك المشروع الذي رعته الاستخبارات الأمريكية.
وجه العراق العربي الحبيب صحيح غاب لبضعة سنوات حكمت فيها الطغمة النجسة أرض الرافدين ولكن تذكروا دائماً إذا كان الليل طويلاً فأن ذلك مؤشرا على وجود فجر قريب يلوح، لا على يد داعش ولا على يد مقاتلون لا نعرف من يمولهم ولا من يقف ورائهم ولكن على يد الجيش العراقي العظيم الذي انسحب من المعركة حينما تحالفت ضده قوى الشر مجتمعة في العالم وهو يتحين الفرصة مع الشعب العراقي الحبيب لينهض من كبوته، مهما طال ليل العراق ففجره قادم بإذن الله كما جاء فجر مصر العروبة أخيراً.


Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!