مشروع سري غامض
نقطة أول
السطر
مشروع سري غامض
احمد جمعة
الاحد - جريدة البلاد
عندما عرض
ولي العهد مبادرة لوقف المؤامرة المجرمة
على البحرين في فبراير 2011 رفضت الوفاق وأعوانها تلك المبادرة لأنها رأت أنها لا
تلبي سقف مطالبها، ساعتها عرفنا جميعاً أن سقف الوفاق هو إسقاط النظام وليس أقل من
ذلك وقد أعلن عيسى قاسم يومها ذلك صراحة، وفهمنا أن هؤلاء المدعين بالإصلاح منذ إعلان
المشروع الوطني لم يكن همهم الإصلاح وعملوا طوال احد عشر سنة على تفريخ الخلايا
لأجل اليوم الموعود وهو إسقاط النظام السياسي في البحرين وثبت ذلك بتعليق المشانق
في الدوار المشئوم للقيادة وبقية المواطنين الشرفاء.
اليوم بعد
ثلاث سنوات من المؤامرة الانقلابية يتحدث البعض عن مصالحة وطنية وعن حوار مع
الوفاق ومن في معيتها بل ويتحدثون ايضاً عن مشروع سري غامض مدمر أساسه حوار لتوزير الوفاقيين في الحكومة وهذا ما أثار ليس
غضب الشارع الوطني فحسب بل وأيضاً حرقة الوطنيين على الدولة التي صمتت وغضب على من
ينخرط في أي مشروع سري غامض سواء كان حوار أو مناورة أو طبخة برعاية أجنبية أو
وساطة محلية المهم أن هناك من يطرح أمراً مبهماً وبهذا الخصوص أسجل هنا هذه
الملاحظات والانطباعات التالية:
الوفاق أن
قبلت اليوم الوساطة ذلك لأنها ضعيفة ومنهارة وفي ذروة إفلاسها وتريد أي حبل نجاة
يرمى لها لتتسلقه وليس وارد في بالها التخلي عن برنامجها الولائي وهو إسقاط النظام
لأنها اليوم ستقبل بأي شيء فقط للخروج من مأزقها لتعاود بعدها استعادة أنفاسها
الانقلاب من جديد، أليس فينا من يفهم ذلك ويقول للعارضين والمتبرعين بالوساطات
كفوا عن تسويق بضاعتكم لأنكم تشتركون في مؤامرة بيع البحرين لإيران عن طريق يمر
بالوفاق وعليه لا حوار ولا وساطة ولا مجرد قبول بدخول الوفاق العملية السياسية قبل
حلها وإنهاء مشروعها الولائي واستبدالها بقوى وطنية شريفة تتعامل مع الواقع
الموضوعي.
من يصدق
الوفاق فهو أما مغفل كبير وأما هو متعاطف مع برنامجها الاسقاطي وبالتالي لا مجال
لا في هذا الوقت ولا في الوقت القريب أو البعيد يمكن الوثوق بهذه المجموعة وهنا
أوجه كلامي لكل من الجمعيات السياسية الوطنية التي تفكر بحوار مع الوفاق أو الجلوس
معها على طاولة واحدة ما هو دليلكم أن الوفاق تراجعت عن إسقاط النظام؟ أن من رفض
مبادرة ولي العهد التي لبت أحلامهم كلها هل تتوقعون منهم ان يتنازلوا اليوم لأنهم
فقط ضعفاء عن هدف إسقاط النظام؟
أن وجود وزير
واحد ذو ميول وفاقية في أي حكومة هو كارثة على البلاد والعباد وقد رأينا نتيجة
توزير الوفاقيين في الماضي وما جروه من ويلات على الوطن والشعب فما هو الحال لو تم
توزير خمسة أو ستة؟ أنها بداية إسقاط النظام وهنا أقول لكل من يفكر بهذه الطريقة
المعوجة أن يبتعد عنها بل ويبتعد حتى عن مجرد تخيلها فوجود وزراء وفاقيين في
الحكومة معناه بدأت تحكمنا ايران وهيهات أن يقبل شعب البحرين أو شعوب المنطقة هذه
النظرية الخيالية.
ان من يفكر
اليوم والوفاق تحتضر أن يلقي لها بحبل النجاة هو شريك معها ومتواطئ مع مشروعها
واحذر كل من نسمع عنه القيام بوساطة أو تمهيد او تعبيد الطريق للوفاق للعودة مرة
أخرى، احذره أن التاريخ لن يرحمه ولن تنسى له الأجيال القادمة ما ارتكب من جريمة
تلميع الوفاق وإعادتها لسكة المؤامرة من جديد، وعلى الوطنيين الأحرار في هذا الوطن
الانتباه حولهم ورصد وتعقب كل من يدعي
الوساطة والتمهيد فهؤلاء الوسطاء لا يملكون سوى ورقة واحدة وهي مساعدة الوفاق على
تبييض صفحتها السوداء وهذا غير مقبول لأسباب عدة في مقدمتها:
هل اعتذرت
الوفاق عن جريمة حرق الوطن؟
هل أوقفت الوفاق ارهابها في الشارع؟
هل تخلت الوفاق عن شعاراتها السابقة؟
اليس زعماء
الوفاق هم من يرددون يومياً شعار الثورة؟ وما معنى الثورة سوى الانقلاب على النظام
السياسي القائم؟
أذن أعمى
وأحمق ومتواطئ كل من يسوق لحوار يعيد الوفاق مرة أخرى للواجهة في وقت تختنق فيه
الوفاق وتلفظ أنفاسها والأمر الطبيعي هو زيادة الضغط عليها وخنقها بدلاً من إتاحة
الفرصة لها لتتنفس.
Comments
Post a Comment