لا تلعبوا بالنار .. فالمشانق مازالت في أجندتهم
تزامناً مع البلاد
*********
نقطة أول السطر
لا تلعبوا بالنار .. فالمشانق مازالت في أجندتهم
احمد جمعة
العاصفة قادمة لا محالة
سمعتها في صوت كثير من أبناء البحرين التي يبدو أن النظام لا يسمعها أو لا يريد أن
يسمعها، هل تريدون تغيير وجه البحرين رغماً عن أهلها؟
واحدا من هؤلاء رجل
بحريني بسيط ممن دافع عن النظام لإيمانه به، لا علاقة له بالسياسة، لا يقرأ الجرائد ولا يحضر
الندوات السياسية ولا يتابع الحوار ولا يعرف ما هي الجمعيات السياسية وماذا تفعل؟
كل ما يهمه أن تكون البحرين بخير ومستقرة، وقف أمامي غاضباً ومنفعلاً وقال معاتباً
" هل ستذهبون للحوار مع من علق لكم المشانق؟"
تأملت كلماته وشعرت
بأننا في قلب العاصفة، فالمؤامرة لم تتوقف علينا والمشانق ما زالت معلقة في أجندة
الانقلابيين وأسماء من هم على القائمة تبدأ من قادة البلاد للصحفيين للمواطنين
الشرفاء، وأستغرب كيف تفكر الدولة هي ذاهبة للحوار مع أصحاب المشانق؟ واستغرب كيف
تهرول الجمعيات السياسة وهي تعلم بأنها مجرد دمى يراد لها أن تبصم على تنازلات لا
ترضي سوى ايران وأمريكا، كيف أثق في هؤلاء الذين اختطفوا البحرين وغدروا بها
وعلقوا المشانق لقادة البلاد بأن أصدق أنهم عادوا لرشدهم، وزيرهم الذي عاد منذ
أيام من موسكو في وفد رسمي أول ما وصل قدم تقريره للوفاق بينما لم يتصل أحدا
برجالات الفاتح أو ممن تبقى من رجالات الفاتح، رجل الوفاق في موسكو أطلع
الانقلابيين على ما دار هناك بينما لا يعلم أحداً من أهل الفاتح حتى بقطرة في بحر مما جرى
هناك، أخاطب أهل الفاتح " ماذا أخذتم من البحرين سوى التهميش والضحك عليكم
ودعوتكم في كل مرة لحوار نافق لا روح فيه ولا معنى سوى أن تبصموا على ما يريده
الانقلابيين وتريده الدولة، أنا لا أثق بعد الآن لا في خطط الدولة فيما يتعلق
بالحوار ولا في الجمعيات السياسية المهرولة للحوار ولا من يدعو ويسند هذه الأمر
طالما يراد تغيير وجه البحرين وتغيير نظام البحرين الوطني وتغيير صورة البحرين
بمكاسبها ومنجزاتها وتغيير رموز الوطن من أجل إرضاء أوباما وغيره ومن قوى الغرب
المستبدة.
البحرين حبلى بعاصفة لا
سابق لها إن تجاهلت الدولة مطالب شرفاء الوطن ومضت في خططها للتنازل عن الثوابت،
أنا أعلم والكل يعلم بأن هناك أمور تجري تحت الطاولة مع خونة الوطن ومسئولين في
الدولة وأقول لهؤلاء لا تلعبوا بالنار، ما يسمى بالحوار القادم لن يكون على حساب الشعب
ولا على حساب الوطن وإذا رضخ البعض وتنازل البعض تحت الضغوط فإن الناس المكتوية
بالتجاهل والقفز عليها سوف تحرق الأخضر واليابس إن مست ثوابت الوطن لإرضاء من باع
الوطن، لا أنسى أبداً يوم انسحب وزيرهم من
المسئولية وانضوى تحت علم الثورة المزعومة متجاهلاً قسمه الدستوري، هل أقبل اليوم
بعودته وعودة غيره تحت حجة الحوار، هل تقبلون يا دولة ويا شعب هذه المهزلة؟
قوتنا في شعبنا وفي
إرادتنا وفي أخوتنا بالمملكة العربية السعودية نصرهم الله على من عاداهم، فانتبهوا
من اللعب بالنار ومن العودة للمساومات من وراء هذا الشعب، فلا حوار في ظل الحراب ولا تغيير لنظام البحرين حتى لو
أراد البعض ذلك فالبحرين مرتبطة بنظام أهل المنطقة كلها وكفى لعباً بالنار.
البحرين اليوم أشبه ما تكون بالسفينة المبحرة ، نحن في
وضعية دقيقة وحساسة وسط المتغيرات العاصفة بالعالم، إذن لابد من وجود الحكماء
والوطنيين ومن يملكون الشجاعة ولا يطعنون من الخلف وسط هذه الرياح التي تعصف
بالوطن، من هنا خيارنا محدود وينحصر في الأمن والاستقرار ومن لا يملك الشجاعة لا
يحق لها أن يساهم في تغيير وجه البحرين.
Comments
Post a Comment