الطبخة السياسية وعدم المشاركة في الحوار

مقابلة احمد جمعة مع البلاد

الطبخة السياسية وعدم المشاركة في الحوار

الجزء الاول

# الطبخة السياسية مصطلح سياسي متعارف عليه في قاموس السياسة، والسياسيون يعرفون معنى هذا المصطلح فيما بينهم لو انحرف احدهم أو انحرفت مؤسسة او تنظيم أو دولة عن المشهد المعلن، هنا تظهر اللعبة في اطار الطبخة التي يراد لها ان تنضج بعيداً عن العيون والآذن، وما لمسناه نحن في جمعية الميثاق ولمسته أنا شخصياً من خلال ما يجري اليوم هو أن الأفكار المطروحة في دعوة الحوار الأخيرة خرجت من دائرة الضوء وانزلقت في دائرة العتمة، وبالتالي لم تعد الأوراق مطروحة فوق الطاولة كما كان الحال في حوار التوافق الوطني الأول والثاني إذ كان كل ما يطرح يعلن والأفكار معروضة والرأي العالم يتابع أما اليوم وفي الدعوة الأخيرة فقد انحشر الحوار في الدهاليز، ومنذ البداية تابعنا الأمور لنستكشف ما يدور، في البداية تقدم كل فريق بمرئياته ونوقشت تلك المرئيات كمسودات تقدم للجهة الراعية للحوار، ناقشنا تلك الأفكار وحاولنا التعاطي معها كما قلت كمسودات ضمن حدود الخطوط العامة التي كانت تناقش في حوار التوافق الوطني الاول والثاني، بل كانت الصورة في البداية بأن الحوار استكمال للحوار السابق على اعتبار ان الحوار السابق الذي تعطل بسبب الجمعيات المؤزمة وتصاعد العنف والارهاب قد أوقف الحوار، بعد ذلك دخلنا في نفق معتم وأصبح المشهد غامضاً وبدأ الحديث يدور بين طرف وطرفين من دون الآخرين، وظهرت مفردات غامضة كحكومة كفاءات ولا أفهم معنى ذلك لا شيء واضح، ثم جاءت الضربة القصوى بدخول أطراف محسوبة على المؤزمين ولهم علاقة بالمحاولة الانقلابية الفاشلة لا كوسطاء فحسب بل ومشاركين وربما مستشارين وغير ذلك فخلط الأوراق كلها، سأكون صريحاً للغاية وأقول لك ما علاقة مجيد العلوي بالحوار وبالمشاركة في أعمال الدولة؟ هذا أثارنا وراينا الشارع مستفز ورأينا الأمور تخرج عن المنطق  وعرفنا ان ما يظهر على السطح ليس دائماً هو الحقيقة كاملة ؟ هل تعتقد ان ما تراه اليوم من وقائع أمامك هو كل ما يجري  على السطح ؟ لو كان الأمر كذلك فاننا بخير ولا خوف على مستقبلنا وعلينا ان نأكل ونضحك وننام ولا نلتفت يساراً او يميناً فكل ما حولنا جميل ولكن رائحة المؤامرة موجودة وربما أتخيل ذلك وأرجوا أن أكون مخطئاً ولكن كما قلت وجود حيثيات كمجيد العلوي والاستفراد بطرف دون طرف في اللقاءات الجارية الآن فهذا يدفعنا للشك حتى في المفردات المتداولة التي كنا في السابق نناقشها كمسودات لتصبح الآن مفردات غامضة تخيفنا، ماذا تعني بحكومة كفاءات؟ أقول لك بصدق وقفنا أمام مسئوليتنا التاريخية احتراماً لشعبنا ولشرفاء هذا الوطن وقررنا ألا نشارك في أمور بدأت تنزلق للعتمة والغموض يلفها، ولسنا مستعدين لتحمل نتائج نحن لا نعرف عنها ولا نعلم بها، ولكن حتى الأمور التي عرفناها وجدنا أنها هي تنزلق عما اتفقنا عليه كخطوط عامة كانت محور نقاشات الحوارات السابقة، مع احترامنا للآخرين ومواقفهم ولكن كل له رؤيته ويتحمل مسئوليتها وسيثبت الوقت القصير القادم من كنا على حق ومن لم يكن والحكم هو التاريخ.                                               

# التشاور مع الأخوة في الائتلاف موجود ومستمر منذ تأسيس الائتلاف والحمد لله والتشاور يأخذ له أشكال عدة ومرهون بالأوضاع والأحداث وله وسائل وطرق ونحن في الائتلاف بلغنا حداً من التشاور بأن لا اخفي سراً أن قلت ان هناك خط ساخن على مدى أربع وعشرين ساعة نتواصل من خلاله في كافة الأمور والأحداث ، فاذكرك بموقف الائتلاف السوري من الحوار في جنيف هناك أطراف لم تشارك في الحوار وأعلنت عن موقفها فجأة وهو أمر لا يقلل من قوة الائتلاف، اطمئن الائتلاف بخير وموجود ولكن رأينا الأمور تسير بعكس الريح وانا هنا من هذا المنبر الصحفي اناشد ايضاً الاخوة في الائتلاف كما ورد في تصريحي السابق ضرورة مراجعة موقفهم من الحوار ولا اخفي عليك بأن هذه المناشدة تأتي ضمن موقف التشاور، موقفنا واضح حتى اذا ما تعارض مع مسألة رئاستنا للائتلاف فنحن على استعداد للتخلى عن رئآسة الائتلاف اذا تعارضت مع عدم مشاركتنا للحوار وهذا قرار حسمنا به موقفنا.                                                           

# أحسنت على  هذا السؤال، لقد ذكرت بنفسك بان قرار الائتلاف بتجميد مشاركته في الحوار جاء اثر استشهاد رجال الأمن وهذا أيضاً دافع يزيد من اصرارنا على مناشدة الائتلاف بمراجعة موقفهم خاصة وان هناك موقف سابق بتجميد الحوار اضف عليه محاولة دمج المؤزمين في الدولة وذكرت لك بصراحة مسألة عودة مجيد العلوي للمشهد السياسي وبرعاية الدولة استفز قد استفز شارعنا.               

أما من حيث تناقض ذلك مع رئاسة الميثاق للائتلاف لا أرى في ذلك تعارض فوجهات النظر تجاه المواقف لا تمنع من تولينا الرئاسة بحسب النظام الأساسي للائتلاف، والأمر بسيط جداً ان وجد تعارض سأتخلى عن رئاسة الائتلاف من هذه اللحظة، يا أخى أمن الوطن واستقراره وسلامته ووقف الارهاب وحماية الثوابت الوطنية عندنا أهم وأكبر من رئاسة أو غيرها.                                             

# قرار الميثاق بعدم المشاركة قد اتخذ بناء على حيثيات ومعطيات ذكرتها في التصريح السابق وفي هذا اللقاء معك الآن وهو قرار ينبع من مسئوليتنا التاريخية أمام شعبنا، في السياسة لا يوجد شيء اسمه ثابت الا فيما يتعلق بالثوابت الوطنية التي لا نقبل المساومة عليها وفي مقدمتها أمن الوطن ومنصب خليفة بن سلمان هاتين المسألتين ليستا للمساومة ولا للبحث ولا لمجرد التفكير فيها.                  

# سؤالك هذا مع احترامي له لا يمكنني الحديث بالنيابة عن الجمعيات الأخرى في الائتلاف حتى لو  كانت لدي معلومات في هذا الشأن أو ذاك ، لا أود أن أزج بنفسي في حديث عن مواقف تمس الآخرين حتى لو كنت أعلم بها، فلك أن تسألهم بنفسك.

# يا أخي مشكلتنا هنا في البحرين ان من يتخذون القرار يفاجئونك بما لا تتوقع وهي مشكلة حقيقية في حوار التوافق الوطني الثاني كنا نتخذ مواقف محددة ثم نفاجئ في الخارج بقرارات تسبق ما كنا نتحدث فيه، نعم هناك حديث عن تغيير  الدوائر وهذا أمر في غاية الخطورة والأهمية وآمل من الدولة الا تتسرع او تنزلق فيه اليوم لمجرد أن نحرك الجمود ثم نندم عليه غداً وكذلك الأمر في بقية الشأن السياسي لا نتسرع ولا نتنازل بسبب ضغوط هنا وهناك.                                 

# أولا قل ماذا تعني حكومة كفاءات ؟ لا نريد استخدام مفردات فنية في مناخ سياسي ملغوم وغامض أولاً قل ماذا تعني حكومة كفاءات ثم أقول لك رأيي بصراحة، كلمة كفاءة كلنا معها، أن تأتي بوزير كفء أو مسئول لديه كفاءة في تخصصه فهذا المطلوب وهو ما نعاني منه اليوم لأن هناك كثيرين ليسوا في مجال تخصصهم، ولكن ان تقول لي سآتي بشخص خان البلد وسأضعه في كرسي وزير لأن هناك محاصصة سياسية فأنا أرفض ذلك رفضاً تاماً وساحاربه أيضاً لأن هذا من ثوابت الموقف الوطني الذي يستفز الشعب البحريني الذي وقف مع الدولة والنظام وحمى البلد من السقوط.                                                              

# هناك عدة مرشحين نلتقي بهم ونتشاور معهم ونبحث الأمور معهم في ضوء المعطيات المتغيرة ، كان ذلك مرهون أيضاً بقرار الائتلاف بإطلاق القائمة الموحدة ونحن نتشاور مع الأخوة في الائتلاف بهذا الشأن، أما عن عدد المرشحين فحتى الآن هو بين الأربعة والخمسة، وربما يزيد أو ينقص فهذا مطروح للتداول فيه داخل الجمعية ومع الائتلاف.                                                                    

# بالنسبة لجمعية الأصالة الذين هم بالمناسبة أخوة لنا في الصف الوطني وأنا أقدرهم وأحترمهم هم خارج الائتلاف بإرادتهم وقد احترمنا قرارهم.                  

# بالنسبة لجمعية المنبر هي في الائتلاف كما تعلم وهناك تنسيق فيما يتعلق بموضوع القائمة الموحدة ولكن فيما يتعلق بجمعية الأصالة فهي خارج الائتلاف ولا أرى من المناسب أن أتحدث عن شئونهم.