مواطنون ولائهم لأنفسهم




نقطة أول السطر

مواطنون ولائهم لأنفسهم
احمد جمعة
الأربعاء البلاد

لا أشك لحظة في أن البحرين سوف تستعيد مكانتها واستقرارها وستعود كما كانت قلب المنطقة النابض وسوف يصدم البعض من الذين باعوا أنفسهم اليوم لأمريكا أو للشيطان اعتقادا منهم بأن البحرين سيتغير وجهها وستصبح مشوهة يحكمها طرف موالي لإيران وطرف موالي لأمريكا لأن الذين يمسكون العصا اليوم من الوسط ويضع بعضهم أوراقه كلها مع أمريكا وللأسف فيهم مسئولين في الدولة ويضع بعضهم أوراقه كلها مع إيران وهم الوفاق وأتباعها من الجمعيات المؤزمة وهناك البعض لا ينسى أن يضع بعض أوراقه مع أمريكا وبعضها مع إيران معتقدا بأنه من الذكاء بحيث يكسب هنا وهناك ومن هؤلاء أفراد بارزين من تجار وأعيان وأعضاء في الشورى وهؤلاء جميعهم فقدوا ثقتهم في البحرين ويظنون أن البحرين راحت عليها ولابد من ضمان مستقبلهم القادم، هل يعقل أن يوجد أشخاص يعيشون في البحرين وعاشوا فيها عقوداً ولا يعرفونها جل المعرفة ويشكون في ان كانت ستعود أم لا؟
هناك اليوم مسئولون بدرجات مختلفة ولديهم مناصب مرموقة واستفادوا من الدولة جوازات سفر خاصة ودرجات وظيفية تنفيذية ويملكون بدل سيارات وبدل تلفونات واستخرجوا لعائلاتهم أراضٍ من الدولة  ويرفرفون ويتبخترون كل يوم أمام العالم بما يملكون، هؤلاء لهم وجه آخر في الليل عندما يلتقون السفراء الأجانب أو يتحدثون في نطاق ضيق مع زوار البحرين من الأجانب او يلتقون نظائرهم في الخارج فانك تسمع منهم لغة أخرى أشبه بلغة الوفاق وأتباعها حيث ينتقدون البحرين وينتقدون الدولة التي وضعتهم في هذه المناصب بل ولا يترددون في إظهار أنفسهم بأنهم ضد الفساد وان هناك انتهاك لحقوق الإنسان ، هذا المشهد كان موجودا قبل انقلاب الدوار الفاشل متمثلاً في بعض الوزراء الذين انحازوا للانقلاب وعرفناهم وبعضهم عاد مؤخراً ولكن ما لم يعرفه المواطن البسيط هو أن أمثال هؤلاء موجودون حتى اليوم وان كانوا بدرجات أصغر من وزير.
قبل بضع سنوات كان هناك من الوجهاء والأعيان ممن كانوا يدعمون الوفاق ويمدونها بالتمويل بحجة تلين مواقفها وجعلها تنخرط في الإصلاح على حد تعبيرهم وكانوا يدعون بأن هذا الدعم من شأنه أن يقصىي المتشددين ويبعدهم ويبرز المعتدلين هذه الحجة سقطت يوم الانقلاب في الدوار وظهرت النتيجة بان أموال هؤلاء بدلاً من تلين موقف الوفاق وتدمجها في العملية السياسية قواها أكثر وجعلها متشددة أكثر بل وساندها في انقلابها على الدولة البحرينية، وحتى الآن ما زال بعض من هؤلاء يدعم الوفاق ويمولها ويعيش في البحرين ويظن أنه ذكي. بكلمات قليلة ومختصرة أقول السيناريو القادم آتي لا محالة والمؤشرات واضحة حتى للأعمى الذي لا يرى.. لأنه بلا شك يسمع كل يوم بل وكل ليلة عما يجري في شوارع ومدن وقرى البحرين وبالتالي لا يمكن السكوت والقبول بما يجري حيث ما زال القادة السياسيون والميدانيون للانقلاب يسرحون ويمرحون والأعمال التخريبية مستمرة كل ليلة ورغم ذلك يتحدثون عن تسويات.
الإنفلات الأمني مستمر والتخريب الاقتصادي مستمر والمناورات السياسية والطبخات تدار هنا هناك والمشاركون كثر ولا اعرف سوى أن البحرين مستهدفة ورغم ذلك أنا على ثقة من انتصار إرادة الشرفاء حتى لو خذلتهم الدولة.






.

Comments

Popular posts from this blog

رؤية معاكسة ضد تيار المقاطعة!